مكة القديمة وفي مواضع أخرى منها، وفي عثور الناس على هذه الكتابات دلالة على أن سكان مكة كانوا يكتبون بالمسند أو بأقلام مشتقة منه، ولا يعقل عدم استعمال أهل الحجاز لهذا القلم، وقد وجدنا أنه والأقلام المشتقة منه، قد كونت قلم أهل هذه البلاد قبل الإسلام، والظاهر أنهم وجدوا أن القلم الذي كان يكتب به النبط وبقية العرب، مثل عرب الحيرة، كان أسهل استعمالًا ومرونة من القلم المسند البطيء الحركة، وأنه لا يأخذ حجمًا كبيرًا بالقياس إلى الخط العربي الجنوبي، لذلك فضلوه على هذا القلم، واستعملوه عوضًا عنه، دون أن يجروا عليه تحويرًا أو تغييرًا، لإصلاح ما فيه من خلل، فلما جاء الإسلام، أجرى عليه ما أجرى من تحوير وتغيير وتطوير.