للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما علمتها "رقية" تسمى "رقية النملة"١. وقد تعلمت الكتابة في الجاهلية٢. وكانت "حفصة" زوج النبي وابنة "عمر" تكتب٣. وكانت "أم كلثوم" بنت "عقبة" تكتب٤. وكذلك كانت "عائشة بنت سعد"، و"كريمة بنت المقداد"٥، و"شميلة"٦.

وورد أن "عائشة" زوج الرسول، أنها كانت تقرأ المصحف ولا تكتب٧. ولا شك في أنهما تعلمتا القراءة في الإسلام.

وورد في بعض الأخبار أن العرب كانت تسمي كل من قرأ الكتب أو كتب: صابئًا. وكانت قريش تسمى النبي أيام كان يدعو الناس بمكة ويتلو القرآن صابئًا٨.

وقد اشتهر أهل اليمن بشيوع الكتابة والقراءة فيهم، فكان غلمانهم يتعلمونها ويرددون قراءة ما يكتبون ويقرءون وقد أشير إلى ذلك في شعر "لبيد" فورد:

فنعاف صارة فالقنان كأنها ... زبر برجعها وليد يمان

متعود لحنٌ يعيد بكفه ... قلمًا على عُسب ذبلن وبان٩

والزبر: الكتب، فقال: كأن تلك المنازل، كتب يرددها وليد يمان، أي: غلام يمانٍ؛ لأن الكتاب فيهم؛ لأنهم أهل ريف. متعود لذلك: فهِمٌ، ولحِنٌ: بمعنى فهم، يعيد بكفه قلمًا، يكتب في العسب والبان. وكانوا يكتبون في العسب والبان والعرعر١٠. فيظهر من ذلك أن أهل اليمن، حتى غلمانهم، كانوا يكتبون، ويردد الأطفال الكتب، لحفظها ولتعلمها، على نحو ما يفعلون في الكتاتيب هذا اليوم.


١ الإصابة "٤/ ٣٣٣"، "رقم ٦٢٢".
٢ فتوح البلدان "٤٥٨"، "أمر الخط".
٣ فتوح البلدان "٤٥٨"، "أمر الخط".
٤ فتوح البلدان "٤٥٨"، "أمر الخط".
٥ فتوح البلدان "٤٥٨"، "أمر الخط".
٦ البلاذري، أنساب "١/ ١٣٧"، الإصابة "٤/ ٣٣٥"، "رقم ٦٣٢".
٧ فتوح البلدان "٤٥٨"، "أمر الخط".
٨ الإكليل "١/ ٤٤".
٩ شرح ديوان لبيد بن ربيعة العامري، "تحقيق الدكتور إحسان عباس"، "ص١٣٨"، "طبعة الكويت ١٩٦٢".
١٠ المصدر نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>