للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقس من الألفاظ الشائعة بين النصارى، ولا تزال مستعملة حتى الآن. ويقال لها "قسيس" في الوقت الحاضر أيضًا. وهي من أصل آرامي هو "Gachecho" ومعناه، كاهن وشيخ١. وقد جمعها "أمية بن أبي الصلت" على "قساقسة"٢. وذكر بعض علماء اللغة أن "القس والقسيس العالم العابد من رءوس النصارى" وأن "اصل القس تتبع الشي وطلبه بالليل. يقال تقسست أصواتهم بالليل، أي تتبعتها"٣. وقد وردت لفظة "قسيسين" في القرآن الكريم: {وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ} ٤. ويدل ذلك على أن موقف النصارى تجاه الإسلام كان أكثر مودة من موقف يهود. وقد نسب ذلك إلى القسيسين والرهبان.

وترد لفظة "شماس" في جملة الألفاظ التي لها معان دينية عند نصارى الجاهلية. وهي من الألفاظ الحية التي لا تزال تستعمل في هذا اليوم أيضًا. وتعد من الألفاظ المعربة عن السريانية. وهي "Chamocho" في الأصل، وتعني خادم، ومنها البيعة. فهي إذن ليست من الوظائف الدينية الكبيرة، وإنما هي من المراتب الثانوية في الكنيسة٥. وقد ذكر بعض العلماء بأن الشماس يحلق وسط رأسه ويجعل شعره من جوانب رأسه على شكل دائرةن وهو الذي يكون مسؤولا عن الكنيسة، ويكون مساعدا للقسيس في أداء واجباته الدينية، وفي تقديس القداس أيام الآحاد والأعياد. يعمل كل ذلك للتعبد. وليس لأخذ المال والتكسب٦.


١ غرائب اللغة "ص٢٠١"، النصرانية وآدابها، القسم الثاني، الجزء الثاني، القسم الأول "ص١٩٢".
٢
لو كان منفلت كانت قساقسة ... يحييهم الله في أيديهم الزبر
تاج "٤/ ٢٠٧".
٣ تاج العروس "٤/ ٢١٦"، محيط المحيط "١/ ١٢٢١"، تأريخ ابن خلدون "جـ٢ قسم ١ ص٢٩٧".
المفردات، للأصفهاني "ص٤١٢"، اللسان "٦/ ١٧٤" "صادر" صبح الأعشى "٥/ ٤٧٢"، مقدمة ابن خلدون "٢٣٣".
٤ المائدة، الآية ٨٥، أسباب النزول "١٥٢"، تفسير الطبري "٧/ ٢".
٥ النصرانية وآدابها، القسم الثاني، الجزء الثاني، القسم الأول "ص١٩٣"، غرائب اللغة "ص١٩١".
٦ اللسان "٦/ ١١٤" "صادر محيط المحيط "١/ ١٢٢١"، صبح الأعشى "٥/ ٤٧٢"، ابن خلدون "٢٩، القسم الأول، ص٢٩٧"، البستان "١/ ١٢٥٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>