للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والذي من المنسرح جنسان: أحدهما في آخره ساكنان كقولهم:

لبيك رب همدان ... من شاحط ومن دان

جئناك نبغي الإحسان ... بكل حرف مذعان

نطوي إليك الغيطان ... نأمل فضل الغفران

والآخر لا يجتمع فيه ساكنان كقولهم:

لبيك عن نجيله ... الفخمة الرجيله

ونعمت القبيله ... جاءتك بالوسيله

تؤمل الفضليه

وربما جاءوا على قوافٍ مختلفة، من ذلك تلبية بكر بن وائل:

لبيك حقًّا حقا ... تعبدًا ورقا

جئناك للنصاحة ... لم نأت للرقاحة

وروي في تلبية "تميم" قولها:

لبيك لولا أن بكرًا دونكا ... يشكرك الناس ويكفرونكا

ما زال منا عثج يأتونكا

ورووا أن من تلبيات همدان:

لبيك مع كل قبيل لبيك ... همدان أبناء الملوك تدعوك

قد تركوا أصنامهم وانتابوك ... فاسمع دعاءً في جميع الأملوك

ومن تلبياتهم قولهم:

لبيك عن سعد وعن بنيها ... وعن نساء خلفها تعنيها

سارت إلى الرحمة تجتنيها

وختم "أبو العلاء المعري" رأيه عن التلبية بقوله: "والموزون من التلبية يجب أن يكون كله من الرجز عند العرب، ولم تأت التلبية بالقصيد. ولعلهم قد لبوا به ولم تنقله الرواة"١.


١ رسالة الغفران "ص٥٣٥-٥٣٧. "بنت الشاطئ".

<<  <  ج: ص:  >  >>