للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعلم فصل الخطاب، لملك كل مثاب. وكانت تلبية مذحج: لبيك رب الشعرى، ورب اللات والعزى. وكانت تلبية كندة وحضرموت: لبيك لا شريك لك، تملكه، أو تهلكه، أنت حكيم فاتركه. وكانت تلبية غسان: لبيك رب غسان، راجلها والفرسان. وكانت تلبية بجيلة: لبيك عن بجيلة في بارق ومخيلة، وكانت تلبية قضاعة: لبيك عن قضاعة، لربها دفاعة، سمعًا له وطاعة، وكانت تلبية جذام: لبيك عن جذام، ذوي النهى والأحلام، وكانت تلبية عك والأشعريين.

نحج للرحمن بيتًا عجبا ... مستترًا مضببًا محجبا١

و"التلبية" إجابة المنادي، أي إجابة الملبي لربه. وقولهم: لبيك اللهم لبيك، معناه إجابتي لك يا رب، وإخلاصي لك٢. وقد كان الجاهليون يلبون لأصنامهم تلبيات مختلفة. وقد ذكر "أبو العلءا المعري" أن تلبيات العرب جاءت على ثلاثة أنواع: مسجوع لا وزن له، ومنهوك، ومشطور. فالمسجوع كقولهم:

لبيك ربنا لبيك ... والخير كله بيديك

والمنهوك على نوعين: أحدهما من الرجز، والآخر من المنسرح: فالذي من الرجز كقولهم:

لبيك إن الحمد لك ... والملك لا شريك لك

إلا شريك هو لك ... تملكه وما ملك

أبو بنات بفدك

وكقولهم:

لبيك يا معطي الأمر ... لبيك عن بني النمر

جئناك في العام الزمر ... نأمل غيثًا ينهمر

يطرق بالسيل الخمر


١ اليعقوبي "١/ ٢٢٥ وما بعدها".
٢ اللسان "١/ ٧٣٢"، "لبيب".

<<  <  ج: ص:  >  >>