للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"مهلهل" في يوم "قضة" وهو يوم "تحلاق اللمم" أسيرا في أيدي "الحارث بن عباد" ولم يكن يعرفه. فسأله الحارث عن مكان "مهلهل" قائلا له: دلني على عدي بن ربيعة "وهو اسم مهلهل" وأخلي عنك. فقال له عدي: عليك العهود بذلك إن دللتك عليه؟ قال: نعم. قال: فأنا عدي. فجزَّ ناصيته وتركه. وقال فيه:

لهف نفسي على عدي ولم أعـ ... ـرف عديًا إذ أمكنتني اليدان١

وورد في بعض الأخبار أن الذي قتل "جساسًا" هو "الهجرس"، وهو ابن كليب، وابن أخت جساس، إذ إن أمه هي "جليلة". وكان جسّاس قد سباه، ثم زوجه ابنته ولكنه أبى إلا أن يقتل خاله، أخذًا منه بدم والده. ويقال إن جسّاسًا لم يقتل وإنما مات حتف أمه٢.

وفي هذا الأسر وجز الناصية كان نهاية زعامة "مهلهل" على قومه، فقد ترك أهله، وفر إلى "مذحج"، حيث نزل ب "بني جنب"، فخطبوا إليه ابنته وقيل أخته فمنعهم، فأجبروه على تزويجها، وساقوا إليه جلودًا من أدم. وكان قد كبر وتقدم في السن وضعف حاله فجاءه أجله بعد مدة غير طويلة، ويقال إن عبدين من عبيد اشتراهما "مهلهل" ليغزوان معه، سئما منه، فلما كانا معه بموضع قفر أجمعا على قتله، فقتلاه، وبذلك انتهت حياته، وحياة حرب البسوس٣.

ويذكر أهل الأخبار أن العرب صارت تضرب المثل في شؤم "البسوس" وفي شؤم "سراب"، فقالت "أشأم من البسوس" و "أشأم من سراب"٤.


١ العقد الفريد "٥/ ٢١٣ وما بعدها"، صبح الأعشى "١/ ٣٩١".
٢ الكامل لابن الأثير "١/ ٣١٩"، الأغاني "٤/ ٢٩٤"، "٥/ ٢٩٤" "بيروت".
٣ النويري، نهاية الأرب "١٥/ ٣٩٦"، ابن الاثير "١/ ٣١٢"، صبح الأعشى "١/ ٣٩٩"، العقد الفريد "٥/ ٢١٣"، سبائك الذهب، الفصل الحادي عشر، لسان العرب "٦/ ٢٨".
٤ الميداني، مجمع الأمثال "١/ ٣٨٧"، ابن الأثير، الكامل "١/ ٣١٢"، سبائك الذهب "١٠٤"، مقامات الحريري "٢٦٠"، "المكتبة التجارية"، فرائد اللآل في مجمع الأمثال "١/ ٣١٩ وما بعدها" "المطبعة الكاثوليكية بيروت"، إبراهيم بن السيد علي الأحدب الطرابلسي، جمال الدين محمد بن نباته المصري، سرح العيون شرح رسالة ابن خلدون "٤٨ وما بعدها" "مصطفى البابي"، الشعر والشعراء "٩٩ وما بعدها"، شعراء النصرانية، القسم الثاني "١٦٤ وما بعدها"، صبح الأعشى "١/ ٣٩١".

<<  <  ج: ص:  >  >>