للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمثال هذه الأسماء, وأعطاه الرسول "رهاطا" وفيها عين ماء.

ويذكر أهل الأخبار، أن سيدًا من سادات "بني سليم"، اسمه "قِدْر بن عمَّار"، كان قد قدم على النبي بالمدينة فأسلم، وعاهده على أن يأتيه بألف من قومه، فلما ذهب إلى قومه، وعاد ليأتي إلى الرسول برجاله، نزل به الموت، فأوصى إلى رهط من "بني سليم" بالذهاب إلى الرسول، هم "عباس بن مرداس" و"جبار بن الحكيم" و"الأخنس بن يزيد" وأمَّر كل واحد منهم على ثلاثمائة، ليقدموا على الرسول، ثم جاء من بعدهم "المنقع بن مالك بن أمية" وهو على مائة رجل، فصار عددهم ألفًا١.

وكتب الرسول إلى "سلمة بن مالك بن أبي عامر السلمي" من "بني حارثة"، أنه أعطاه مَدْفَوًا لا يحاقه فيه أحد٢, وأعطى "العباس بن مرداس" "مدفورا" لا يحاقه فيه أحد، كتبه له العلاء بن عقبة، وشهد عليه٣. ويظهر أن "سلمة بن مالك السلمي" الذي ذكر "ابن سعد" أن الرسول "أعطاه ما بين ذات الحناظى إلى ذات الأساور"٤, هو "سلمي بن مالك بن أبي عامر" المتقدم.

وكان العباس بن مرداس يهاجي "خفاف بن ندبة السلمي" أحد الشعراء المعروفين، ثم تمادى الأمر إلى أن احتربا، وكثرت القتلى بينهما. ولما تماديا في هجائهما، ولم يسمعا نصيحة "الضحاك بن عبد الله السلمي"، وهو يومئذ صاحب أمر بني سليم، ولجَّا في السفاهة، خلعتهما بنو سليم. ثم أتاهما "دريد بن الصمة" و"مالك بن عوف النصري" رأس هوازن، وأصلحا بينهما، واستراح منهما بنو سليم٥.

وأسلم "العباس بن مرداس" قبل فتح مكة, وحضر مع النبي يوم الفتح في جمع من "بني سليم" بالقنا والدروع على الخيل، وله ولد اسمه جلهمة، روى


١ ابن سعد، طبقات "١/ ٣٠٧ وما بعدها"، نهاية الأرب "١٨/ ٢٤".
٢ ابن سعد، طبقات "١/ ٢٧٣".
٣ ابن سعد، طبقات "١/ ٢٧٣".
٤ ابن سعد، طبقات "١/ ٢٨٥".
٥ ابن قتيبة، الشعر والشعراء "ص٤٦٧ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>