للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنه كان السبب في غزو الفرس لـ"rhomaye" وكتب إلى عامله مرقيانوس وكان معسكرًا يومئذ في منطقة "نصيبين" "nisibis" أن يتربص بالمنذر فيقبض عليه، ويقطع رأسه، وقد أخطأ كاتب الرسالة، فأرسل الرسالة الخاصة بالبطريق مرقيانوس إلى المنذر، وأرسل الرسالة الخاصة بالمنذر إلى البطريق، فلما قرأ المنذر الكتاب وعرف بما أراد القيصر أن يفعله به، غضب غضبًا شديدًا، وتصالح مع قابوس، وصارا يهاجمان بلاد الشأم. فظن يسطينوس أن مرقيانوس قد خانه، وأنه أخبر المنذر بالمؤامرة، فأمر بالقبض عليه، وحبسه ولما صار "طيباريوس" "tiberius" قيصرَ. ذهب المنذر إلى القسطنطينية، فلامه القيصر على ما صنع، ولكنه قدره واحترمه كثيرًا حينما أراه رسالة يسطينوس التي أراد توجيهها إلى عامله لاغتيال المنذر، وأنعم عليه بهدايا كثيرة، وألطاف سنية، ثم عاد مكرمًا إلى مركزه السابق١.

لقد قام المنذر بالزيارة المذكورة للقسطنطينية في اليوم الثامن من شباط سنة ٥٨٠م مصطحبًا معه ابنين من أبنائه. فلما بلغها، استقبل بكل احترام وتبجيل، وأنعم القيصر "طيباريوس" "tiberius" عليه بلقب "rex" وبالتاج وهو لقب كان له شأن كبير في إمبراطورية الروم، ويرى نولدكه أن الروم لم يمنحوا عمالهم العرب على بلاد الشأم من قبل إلا "الإكليل"، ودرجته دون درجة "التاج"٢. وقد أغدق القيصر عليه بالهدايا الثمينة النفيسة ومن بينها مصوغات من ذهب وفضة، مما لم ينعم به على أي ملك عربي من قبل. كما أنعم على ولديه بدرجات عسكرية٣.

وكان المنذر مثل والده من القائلين بمذهب "الطبيعة الواحدة" والمدافعين عنه، ولذلك انتهز فرصة وجوده في القسطنطينية، فسعى في إقناع رجال القصر بالتسامح مع رجال مذهبه والصفح عنهم. ويظهر أنه عقد هناك مجمعًا في اليوم الثاني من شهر آذار سنة "٥٨٠م" لمعاضدة هذا المذهب والدفاع عنه، كما اتصل بالبطاركة للتوفيق بين رجال الكنيستين، غير أنه خابت مساعيه بالرغم من إظهار البطاركة رغبتهم في ذلك وعدم ممانعتهم فيه٤.


١ Bar Hebraeus, Vol, I, P. ٨٠, ٨٢
٢ غسان "ص٢٦". j. Of ephesus, ٤, ٣٩ , ٤٢, p. ٢٦٥, ٢٧١
٣ J. of Ephesus, ٤, ٣٩, P. ٢٦٥, ٤, ٤٣, P. ٢٧١, Prvincia Arabia, II, P. ١٧٤, Die Araber, I, S. ١٠
٤ غسان "ص٢٧"، المشرق، السنة ٣٤ ج١ "ص٦٤"، السنة ١٩٣٦.
J. of Ephesus, ٤, ٤٠, Les Arabes Chrestiens, P. ٦٣, Die Araber, I, S. ١٠

<<  <  ج: ص:  >  >>