للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها ابنه "عمرو بن الحارث" وهو وصية نظمها شعرًا. وقد قال له فيها إن هذه الوصية هي وصية أبي لي، وبها يا عمر أوصي وفيها الملك مرسوم١.

وأما "محمد بن حبيب"، الذي جعل ثعلبة أول من ملك من الغساسنة، فقد جعل الحكم للحارث بن ثعلبة من بعده، ثم لابنه جبلة بن الحارث بن ثعلبة، ثم لابنه الحارث، وهو ابن مارية ذات القرطين، ثم للنعمان بن الحارث ثم للمنذر بن الحارث ثم للمنيذر بن الحارث، ثم لجبلة بن الحارث٢.

وأما "ابن قتيبة"، الذي جعل "الحارث بن عمرو بن محرق" أول ملوك آل غسان، فقد وضع "الحارث بن أبي شمر" من بعده. وقال: إنه الحارث الأعرج بن الحارث الأكبر، وأمه مارية ذات القرطين. وكان خير ملوكهم، وأيمنهم طائرًا، وأبعدهم مغارًا. وكان غزا "خيبر"، فسبى من أهلها، ثم أعتقهم بعد ما قدم الشأم. وكان سار إليه المنذر بن ماء السماء في مائة ألف، فوجه إليهم مائة رجل، فيهم لبيد الشاعر وهو غلام، وأظهر أنه إنما بعث بهم لمصالحته، فأحاطوا برواقه فقتلوه، وقتلوا من معه من الرواق، وركبوا خيلهم فنجا بعضهم وقتل بعض وحملت خيل الغسانيين على عسكر المنذر فهزموهم، وكانت له بنت يقال لها "حليمة" كانت تطيب أولئك الفتيان يومئذ وتلبسهم الأكفان والدروع وفيها جرى المثل: "ما يوم حليمة بسر". وكان فيمن أسر يومئذ أسارى من بني أسد، فأتاه النابغة، فسأله إطلاقهم، فأطلقهم، وأتاه علقمة بن عبدة في أسارى بن بني تميم، فأطلقهم إكرامًا لشأنه. وفي جملة من أطلق حريتهم شأس بن عبدة شقيق علقمة٣.

وروى "ابن قتيبة" أيضًا أن "علقمة بن عبدة" قال في "الحارث بن أبي شمر" هذه الأبيات:

إلى الحارث الوهاب أعلمت ناقتي ... بكلكلها، والقصرين وجبيب

وفي كل حي قد خبطت بنعمة ... فحق لشأس من نداك ذنوب

فقال الحارث: نعم وأذنبة٤.


١ الأصمعي، تاريخ "١٠٣وما بعدها".
٢ المحبر "ص٣٧٢".
٣ المعارف "ص٢٨٠"، "ص٦١٤ وما بعدها"، "طبعة ثروت عكاشة".
٤ المعارف "ص٢٨٠"، "ص٦٤١ وما بعدها"، "ثروت عكاشة".

<<  <  ج: ص:  >  >>