للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذات القرطين١. أما ابن قتيبة، فذهب إلى أن أول من ملك منهم هم الحارث بن عمرو المعروف بـ"محرق". وسمي بمحرق لأنه أول من حرق العرب أو ديارها، وهو الحارث الأكبر ويكنى بأبي شمر٢.

وقد ذكر ابن دريد أن الحارث بن عمرو بن عامر، "وهو محرق، وهو أول من عذب بالنار"٣. فأيد بذلك رواية من يرى أنه أول من عذب وحرق الناس بالنار.

وذهب "محمد بن حبيب" إلى أن أول من ملك من الغساسنة بالشأم هو "ثعلبة بن عمرو بن المجالد بن عمرو بن عدي بن عمرو بن مازن بن الأزد"، وذلك بعد فتك "جذع" بالضجاعمة فعهد إليه ملك الروم "ديقيوس" أمر تولي رئاسة عرب بلاد الشأم، وملكه وتوجه، فصار بذلك أول ملك من ملوك غسان٤، على نحو ما ذكرته قبل قليل.

و"جفنة" الذي صيره حمزة أول من ملك من غسان، هو "جفنة بن عمرو، وهو مزيقيا بن عامر ماء السماء". وقد نجل عمرو بن عامر على رواية ابن خلدون، جملة أولاد، منهم: جفنة، والحارث وهو محرق، وثعلبة وهو العنقاء "العنقاه"، وحارثة، وأبو حارثة، ومالك، وكعب، ووادعة، وعوف، وذهل، وواكل٥. فيكون جفنة على هذه الرواية أخًا للحارث بن عمرو الذي عده المسعودي وابن قتيبة أول من تملك من الغساسنة في ديار الشأم.

وتولى الحكم بعد جفنة على رواية حمزة ابنه عمرو بن جفنة، وكان ملكه خمس سنين. ونسب حمزة إليه بناء عدة أديرة، منها: دير حالي، ودير أيوب. ودير هند٦.

أما "الأصمعي" فقد أورد اسم "الحارث بن جفنة بن ثعلبة بن عمرو"، بعد اسم "جفنة". وقال عنه "وهو الحارث الأكبر" ثم ذكر له وصية وصى


١ مروج "١/ ٢٩٨" "طبع المطبعة البهية".
٢ المعارف "ص٢٨٠"، "ولد عمرو بن عامر الحارث، وهو محرق. وهو أول من عذب بالنار"، الاشتقاق "ص٢٥٩".
٣ الاشتقاق "ص٢٥٩".
٤ المحبر "ص٣٧١ وما بعدها".
٥ ابن خلدون "٢/ ٢٧٩"، الاشتقاق "٢٥٩".
٦ حمزة "ص٧٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>