للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعض نفائس الهيكل على عاصمته لتوضع في معبد الشمس الذي أقامه هناك، ومنها أعمدة مصورة١. غير أن ما أفسده الدهر لا يصلحه العطار. ولم يتمكن القيصر من إصلاح ما أفسده الدهر على يديه، فلم يعد المعبد معبدًا كما كان، ولم تعد "تدمر" تدمر الزباء.

وقبل أن يرحل "أوريليانوس" عن أرض تدمر، غزا الفرس. ويظهر أنه غزا قوة كانت قد أرسلت لمساعدة "تدمر"، فأرجعها على أعقابها. ثم عين قائده المحنك "ساترنينوس" "Saturninus" بدرجة "Dux" قائدًا على الحدود لحمايتها من الفرس٢، وتوجه إلى مصر للقضاء على ثورة "فيرموس"، فكان الحظ فيها حليفه. احتل الإسكندرية وقبض على التاجر الحاكم الذي لقب نفسه قيصرًا فأمر بمعاقبته بعقاب السراق واللصوص، أي بصلبه على الصليب٣. وبذلك أعاد معيد الشرق إلى الرومان الشرق المنفتل منهم مرة أخرى إلى الرومان.

بعد هذه الانتصارات وانتصارات أخرى أحرزها في غالية، عاد إلى عاصمته في سنة "٢٧٤" للميلاد في موكب قيصري عظيم وصفه المؤرخ "Flavius Vupiscus" وصفًا رائعًا، اشترك فيه "١٦٠٠" مصارع وعدد غفير من الأسرى من مختلف الأقوام، ومن بينهم الملكة الزباء ومعها أحد أبنائها، وقيل كلاهما، وبعض رعاياها، وثلاثة عجلات ملكية: عجلة "أذينة" زوج الزباء وهي مزينة بالذهب والجواهر، وعجلة أهداها "هرمز بن سابور" إلى القيصر، وعجلة "الزباء" الخاصة التي أعدتها لتدخل فوقها منتصرة عاصمة الرومان. وتقدم الموكب عشرون فيلًا وعدة وحوش وحيوانات جيء بها من فلسطين وليبيا ومصر وأماكن أخرى. سار إلى "الكابيتول" ثم إلى قصر "الانبراطور". واحتفل الشعب في اليوم الثاني احتفالًا خاصًّا كانت فيه ألعاب مختلفة وكان فيه تمثيل وسباق مختلف الأنواع٤.

كان هذا الاحتفال نهاية فصل وبداية فصل جديد، قضى على الملكة أن تقبع


١ Zosimus, I, ٦١, Oberdick, S., ١١٦.
٢ Oberdick, S., ١١٨.
٣ Flavius Vopiscus, Aur., C. ٣٢, ٤٥, Firmus, C. ٢, Hist. August., P.٢١٩, Oberdick, S., ١١٨, Gibbon, I, P.٢٦٨.
٤ Oberdick, S., ١١٩, Flavius Vopiscus Aur., C. ٣٣, Hist. August., P.٢٢٠, Gibbon, I, P.٢٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>