للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هم من أصل عربي١.

وما زال تأريخ الحضر غامضًا ناقصًا، فيه فجوات واسعة، لم تملأ حتى الآن. ويرى الذين عنوا بدراسة تأريخها أنها تعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، وربما امتد تأريخها إلى ما قبل ذلك. وأما ازدهارها، فقد كان في أيام "الفرث" Parthians، وهم "الإشكاليون" و"ملوك الطوائف" في الكتب العربية. وقد عاركت "الرومان" و"الساسانيين"، وتعرضت للخراب والدمار في أيام "سابور" المعروف بـ"سابور الجنود" في الكتب العربية، وذلك سنة "٢٤١" للميلاد. ولم تتمكن بعد هذا الحادث من استعادة نشاطها وقوتها، فذكر أن جيشًا رومانيًّا مر بها سنة "٣٦٣" للميلاد، فوجدها خرابًا٢.

ومن ملوك الحضر، الملك "سنطروق"، وقد ورد اسمه في طائفة من الكتابات, ويظهر أنه كان مؤسس سلالة ملكية من السلالات التي حكمت هذه المدينة. وقد عرف أبوه باسم "نصرو مرى" "نصر"٣, ولعله كان أول من ملك الحضر. ويظهر أن أباه لم يكن ملكًا، ولكن كان كاهنًا, وقد ورد اسمه في نص رقم برقم "٧٧" للميلاد. ومعنى هذا أن الملك "سنطروق" كان يحكم في النصف الثاني من القرن الأول للميلاد, ولا يستبعد أن يكون قد حكم قبل هذا العهد. ويعد هذا النص من أقدم النصوص المؤرخة التي عُثر عليها في هذه المدينة٤.

وقد عثر على كتابات أخرى، ورد فيها: "سنطروق ملك بن نصرو مريا"٥. ولورود جملة "ملك العرب" بعد اسم الملك شأن كبير بالطبع؛ لأنها توضح علاقة هذا الملك بالعرب بكل جلاء.

وقد أمكن الحصول في هذا اليوم على أسماء عدد من حكام الحضر, منهم: "أورودس" "ورود"، وكان يلقب بلقب "مريا"، أي: "السيد"


١ Die Araber, I, S. ٢٨٠
٢ مجلة سومر، المجلد الثامن، الجزء الأول "١٩٥٢" "ص٣٩ وما بعدها".
٣ لعله "نصرو مديا".
٤ مجلة سومر، "١٩٦١م" المجلد السابع عشر، الجزء الأول والثاني "ص٢٢ وما بعدها".
٥ سومر، العدد المذكور "ص٢٢"، حاشية "٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>