٢ انظر: أعلام الموقعين (١/٥١٦) . وهذا الحديث جاء عن عائشة - رضي الله عنها - مرفوعاً من طريقين: الطريق الأولى: عن مخلد بن خفاف عن عروة عنها به: رواه أبو داود [كتاب البيوع (٣/٧٧٧-٧٧٩) ] ، والترمذي [كتاب البيوع (٣/٥٨١-٥٨٢) ] ، والنسائي [كتاب البيوع (٧/٢٥٤،٢٥٥) ] ، وابن ماجه [كتاب التجارات (٢/٧٥٣-٧٥٤) ] ، وأبو داود الطيالسي (ص٢٠٦) ، وأحمد (٦/٤٩،٢٠٨،٢٣٧) وغيرهم، كلهم من طرقٍ عن ابن أبي ذئب به. ومخلد بن خفاف - بضم الخاء -[المغني في ضبط أسماء الرجال (ص٩٣) ] ، قال فيه البخاري: فيه نظر، وفي سماع ابن أبي ذئب منه عندي نظر، ولا يعرف له غير هذا الحديث كما قال ابن عدي. وذكره ابن حبان في الثقات. [تهذيب التهذيب (١٠/٧٤- ٧٥) ] . وجعله الحافظ ابن حجر في مرتبة "مقبول" [تقريب التهذيب: رقم الترجمة (٦٥٣٦) ] . وقد حكم أبو حاتم على هذا الإسناد بأنه إسناد لا تقوم به الحجة. [الجرح والتعديل (٨/٣٤٧) ] . الطريق الثانية: هشام بن عروة، عن أبيه عنها به: رواه أبو داود [كتاب البيوع (٣/٧٨٠) ] ، وابن ماجه [كتاب التجارات (٢/٧٥٤) ] ، والطحاوي (٤/٢١-٢٢) ، والدارقطني (٣/٥٣) ، والحاكم (٢/١٤-١٥) وغيرهم، كلهم من طرقٍ عن مسلم ابن خالد الزنجي به، وفيه قصة. ومسلم بن خالد الزنجي تقدم الكلام فيه وأنه ضعيف [تقدم عند حديث رقم (٣٣) ] ، ولذا قال أبو داود في هذا الحديث عقب إخراجه له: "هذا إسناد ليس بذاك". وقد تابع مسلم بن خالد الزنجي جرير بن عبد الحميد كما ذكر ذلك الترمذي (٣/٥٨٢) ، وعقبه بقوله: "يقال تدليس، دلس فيه جرير، لم يسمعه من هشام بن عروة". وتابعه أيضاً عمر بن علي المقدسي، كما رواه البيهقي (٥/٣٢٢) بإسناده عنه عن هشام به، إلا أن عمر بن علي هذا مشهور بالتدليس [تعريف أهل التقديس (ص١٣٠-١٣١) ، وقد ذكره في المرتبة الرابعة] . فمما تقدم يتبين أن الحديث بمجموع طرقه حسن. والله أعلم.