للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنجز لهم ما وعدهم، فدل ذلك على أن الله أعزهم ومكنهم ورفع الظلم عنهم بالجهاد، فهو السبب الشرعي لعزة الأمة وتمكينها في الأرض، بعد نصر الله بالتزام دينه.

وإذا ترك المسلمون الجهاد الذي هو سبب عزهم وظهورهم رجع عليهم الذل، وظهر عليهم عدوهم.

وقد بين هذا المعنى نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله: " إذا تبايعتم بالعينة١وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم "٢.

قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني مبيناً المراد بهذا الحديث: " ... إن تسليط الذل ليس هو لمجرد الزرع والحرث، بل لما يقترن به من الإخلاد إليه والانشغال به عن الجهاد في سبيل الله، فهذا هو المراد بالحديث، وأما الزرع الذي لم يقترن به شيء من ذلك، فهو المراد


١ العينة: لها صور متعددة من أشهرها: أن يبيع الرجل للرجل شيئاً بثمن مؤجل ثم يشتريه منه نقداً بثمن أقل، ومنها عكس الصورة المتقدمة، وهي أن يبيع الرجل سلعة بثمن معلوم نقداً، ثم يشتريها بثمن أكبر منه مؤجل.
انظر: مشارق الأنوار على صحاح الآثار، للقاضي عياض بن موسى السبتي ١/١٠٧ ط: دار التراث.
٢ رواه أبو داود في سننه رقم الحديث ٣٤٦٢ ٣/٧٤٠، وقال الألباني"هو حديث صحيح لمجموع طرقه" السلسلة الصحيحة ١/١/١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>