والخرافات والتصورات والعادات الجاهلية، ويصبح المجتمع مهيأً لكل فكر ضال، كما أنه في بعض الأحيان يكون صالحاً لدعوات الإصلاح إذا لم تكن فيه بدع مستحكمة، ومفاهيم منحرفة مقدسة.
قال الدكتور عبد الحليم عويس:"ولئن كانت عوامل التجزؤ عديدة ورهيبة، فإن هذه العوامل لا تتسلل إلى الأمة إلا حيث تعاني من فراغ فكري، وفقر إلى مجموعة القيم التي تغنيها بدراية سليمة مطمئنة عن حقيقة كل من الكون والإنسان والحياة، إذ أن من شأن أي جماعة تعاني من مثل هذا الفراغ أن تغدو هدفاً لمطامع أولى الدعوات الهدامة، التي تصطنع المبادئ والقيم لبلوغ أمانيها وأغراضها"١.
والحالة الثانية: الفرقة الفكرية ومردها إلى الفوضى الفكرية، حيث تنتشر المعارف وتقوى حركة التعليم، مع اختلاف مشارب الأفراد الفكرية.
فيجهر المبطلون بالضلال ويتفننون في عرضه على الناس، وعندها يتوزع أبناء المجتمع الواحد إلى طوائف كل طائفة تسير خلف فكرة ومبدأ، ويزخرف كل فريق مبدأه، إما بتقريبه إلى الإسلام بالاستدلال الفاسد، أو بتقديمه على أنه الجديد المفيد المتجاوب مع مستجدات العصر، مع دعوى أنه لا يتعارض مع أصول الإسلام.