من أحوال المشركين، حيث قال تعالى مبيناً أهم ركائز العبودية التي كلف الله بها عباده، والتي حققها الرسول صلى الله عليه وسلم الذي هو إمام الموحدين وقدوتهم:{قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي}[الزمر:١١-١٤] .
ثم بين سبحانه في نفس السياق أهم أساس يقوم عليه الإخلاص، وأنه اجتناب الطاغوت والإنابة إلى الله وحده، فقال:{وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ}[الزمر:١٧] .
وفي نفس السياق أيضاً وبعد أن ذكر بعض صفاتهم التي استحقوا بها هداية الله وبين مصيرهم ومصير أعدائهم، وبعض دلائل التوحيد، أتبع ذلك ببيان أن هؤلاء الذي شرح صدورهم للإسلام فكانوا على نور من ربهم، فقال:{أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}[الزمر:٢٢] .
فدل هذا السياق على أن النور عطيّة الله للموحدين المخلصين، وكلما رسخ التوحيد والعلم والعمل بموجبهما، تم النور وقوي حتى يصبح العبد يرى بنور الله، ويتكلم بالحق ويعمل به، فالنور الذي في قلب المؤمن