وهذا هو الذي يحدث تماماً للمؤمن، فقد بين الله تعالى أن الإيمان سبب لحصول ولاية الله وعنايته بعبده عند المصيبة، فيهدي قلبه ويربط عليه ويثبته، فلا يتصرف تصرفاً أحمقَ يعود عليه بالضرر في دينه أو دنياه.
قال تعالى مبيناً هذا الأثر:{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[التغابن:١١] .
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية:"أي ومن أصابته مصيبة فعلم أنها بقضاء الله وقدره فصبر واحتسب واستسلم لقضاء الله هدى الله قلبه، وعوضه عما فاته من الدنيا هدى في قلبه ويقيناً صادقاً، وقد يخلف عليه ما كان أخذ منه أو خيراً منه"١.
فالمراد بقوله:{وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ} : أي يعلم ويؤمن بقدر الله ويطمئن إلى أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
وقوله:{يَهْدِ قَلْبَهُ} : أي يزيده إيماناً وتصديقاً وصلاحاً وثباتاً، وتكون الهداية متناسبة مع شدة المصاب، وحاجة العبد وهو في هذه الحالة في أشد الحاجة إلى أن يربط على قلبه ويسدد انفعالاته وإراداته، فالله يثبت عبدهُ بما شاء، وكيف شاء.
وعلى هذا فالعلم والإيمان بالقدر، والرضى به، من أهم أسباب