للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويصرف عنه القلق الناتج عن الجهل أو الضلال في معرفة هذه المطالب.

إلا أنه سيبقى في القلب قلق كامن وشوق مستمر يثور ويشتد أحياناً إذا وجد ما يثيره ويبعثه، ألا وهو حاجته لمعرفة الكيفية التي ينبغي أن تكون عليها استجابته لأوامر الله المتوجهة إليه بمختلف أنواعها.

وأمر الله: هو كلامه الذي يأمر به١، وهو ينقسم إلى قسمين:

أمر شرعي متوجه إلى المكلفين من الإنس والجن بالأمر والنهي والتكليف، وهو كلام الله الذي يأمر به المكلفين طلباً للفعل، كقوله: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة:٤٣] .

وقوله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} [البقرة:٢١] ، أو طلباً للترك، كقوله: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} [الإسراء:٣٢] .

٢- أمر قدري كوني: وهو كلامه الذي يأمر به الشيء الذي أراد خلقه وإيجاده، فيقول له: "كن" فيكون كما أراد وقدر.


١ ويأتي "أمر الله" بمعنى مأموره، أي الشيء الذي وجد أو سيوجد بأمره، كقوله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ} [النحل:١] وقوله: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء:٨٥] ونحوها، وقد جمع الله بين الأمر بمعنى المأمور، والأمر بمعنى كلامه الذي يأمر به في أول سورة النحل بقوله: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} .

<<  <  ج: ص:  >  >>