للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل:١٢٠-١٢٣] .

فالسبيل لتحصيل ولاية الله واحد، هو: الحنيفية القائمة على التوحيد الخالص والتي كان عليها إبراهيم -عليه السلام- وتبعه يوسف عليه السلام، وأُمر محمد صلى الله عليه وسلم باتباعها، لذلك قال تعالى في آخر السورة: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي} [يوسف:١٠٨] . أي سبيل يوسف وآبائه إبراهيم وإسحاق ويعقوب هي سبيل جميع أولياء الله من النبيين وأتباعهم من لدن آدم -عليه السلام- وإلى أن يرث الله الدنيا ومن عليها.

وبعد هذا الاستعراض لقصة وليّ من أولياء الله، ومعرفة مظاهر ولاية الله له، وسر تلك الولاية، أستعرض قصة مجموعة من الفتيان تولاهم الله وأشاد بهم في كتابه حامداً صنيعهم.

بين سبحانه مظاهر ولايته لهم بقوله: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدى وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ} [الكهف:١٣-١٤] .

فتجلت ولايته لهم بأن زادهم إيماناً وربط على قلوبهم ... ثم ذكر سبب هذه الولاية فقال: {إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَنْ

<<  <  ج: ص:  >  >>