إذاً فسبب الولاية هو التوحيد الخالص، الذي ترتكز عليه الحنيفية ملة إبراهيم -عليه السلام-. فيوسف عليه السلام لازم ملة آبائه إبراهيم وإسحاق ويعقوب، فأتم الله نعمته عليه كما أتمها عليهم.
وكذلك كل من جاء بعدهم عليهم إذا أرادوا ولاية الله، أن يأتوا أولاً وقبل كل شيء بالحنيفية التي لا يلابسها شائبة من الشرك، بين الله ذلك أتم البيان حيث أخبر أن إبراهيم -عليه السلام- إنما حاز على تلك المرتبة العالية من الولاية بكمال توحيده، ثم أمر النبي محمداً صلى الله عليه وسلم باتباعه في ذلك فقال: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَاكِراً