للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حتى وصلت في ظل الاحتلال إلى مرحلة الشيوع والظهور، ثم إلى مرتبة الاستقرار والاستحسان، ثم درجة الشرعية١ التي تحميها القوانين الوافدة وتدرّج بالمغلوبين الانحلال، بداية بالسلوك الفردي فالانحراف الجماعي عن نهج الدين، واستهوت مظاهر الحياة الغربية الناس، فأقبل كثير منهم على الخمور والفجور، والقمار والربا، ونحو ذلك، ثم دب دبيب التهاون في الدين، فتناول العبادات والعقائد وغيرها، فتكاسل الناس عن أداء العبادات، وانتشر في الجو ضروب من الفلسفة، والمذاهب الضالة، واستمالت الشباب وغير الشباب، وصارت العلاقات الجنسية والنزعة الإباحية الشغل الشاغل للسينما، وكثير من المجلات والصحف.. فانحرف الشباب وفسدت روابط الأسرة٢، إلا من رحم الله.

وقد عمّ السيل وطمّ، بانهيار الفضائل الاجتماعية وغيرها، عندما


١ الشرعية: صفة تطلق على الأمر المتفق مع الشرع، والشريعة الحق هي: شريعة الله، إلا أنه غلب إطلاقها على كل أمر أو قرار يتفق مع القوانين السائدة المعتبرة في بلاد ما، فيكون شرعياً إذا وافقها، وغير شرعي إذا خالفها، ثم أطلق اصطلاح "الشرعية الدولية" ويراد به الأمور والقرارات الصادر عن هيئة الأمم المتحدة.
إلا أنه لا يجوز للمسلم وصف قرار بأنه شرعي إلا إذا كان متفقاً مع الشرع الإلهي المطهر، أما ما شرعته القوانين الوضعية، فهو وضعي باطل، ولو سمي شرعياً، فالمسلم لا يرى شرعياً إلا ما شرعه الله وأقره. والله أعلم.
٢ حاضر العالم الإسلامي وقضاياه المعاصرة ص١٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>