لا يشرع الله عز وجل شرعاً ولا يأمر بأمر إلا وله حكمة بالغة, وللإيمان بالقدر آثار وفوائد عديدة نذكر منها:
أ - أن الإيمان بالقدر - وفق ما أمر الله عز وجل وبيّن ووفق ما بيّنه رسوله الله صلى الله عليه وسلم - يصحح للمسلم إيمانه ويكمله له, ويكون بذلك مستجيباً لأمر الله عز وجل بالإيمان بالقدر ويحصل بذلك أجر المؤمنين بالغيب.
ب - إن اعتقاد المسلم أن ما قدر له سيصيبه, وأن أجله ورزقه مكتوب مقدر يجعله شجاعاً مقداماً لا يخاف, لأن ما قدر له سيأتيه, فمن أي شيء يخاف؟ أمن شيء لم يكتب عليه فلن يصيبه, أم من شيء كتب عليه فلن يفر منه وهذا يدفعه إلى الإقدام والشجاعة إذا كان الأمر فيه رضى لله عز وجل.
ج - أن الإيمان بالقدر فيه الإيمان بأن جميع ما يصيبك بقدر من الله لا مفرّ منه, فعندها تخف المصيبة على الإنسان إذا وقعت, فلو مات له قريب أو ذهب له مال فإنه يصبر ويحتسب لأن ما وقع لايمكن دفعه فإذا صبر حصل له أجر الصابرين الذي ذكره الله عز وجل في قوله:{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}[البقرة ١٥٥ - ١٥٧]
كما أنه إذا أصابته نعمة علم أنها من عند الله فلا يبطر ولا يختال بل يشكر الله عز وجل حتى يزيد, كما قال عز وجل:{لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}[إبراهيم ٧]
د - أن المؤمن بالقدر يعلم "أن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن، فما شاء من قلب أقامه وما شاء من قلب أزاغه" ١ ويعلم أن الأعمال بالخواتيم، فذلك يدفعه إلى الاستمرار في الطاعة حتى الموت, كما أن علم الإنسان بأن الخير كله بيد الله عز وجل فلا يأتيك خير إلا من الله, كما أنه لا يصرف عنك الشر إلا الله