للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلم ترد في الكتاب ولا في السنة، حيث لا يوجد فيهما نص واحد ينفي عن الله عز وجل الجسمية، واستدلال الرازي لنفي الجسم عن الله بقوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص١] , وزعمه بأن لفظة "أحد" تعني ليس بجسم١،هو استدلال سخيف يتنافى مع اللغة والشرع فإن "أحد" في اللغة هو: الواحد وهو الأول في العدد وهو المنفرد, وبالنسبة لله عز وجل فالواحد والأحد ذو الوحدانية٢.

ووحدانية الله عز وجل ثابتة له جل وعلا،كما أثبتها الشرع من جميع النواحي فهو واحد في ذاته تبارك وتعالى وواحد في صفاته لا شبيه له وواحد في أفعاله لا معين له وواحد في عبادته لا شريك له.

٢ - أن نفي الجسم عن الله هو دعوى الفلاسفة الذين زعموا أن الله تبارك وتعالى "عقل" ومرادهم بذلك أنه لا ذات له سبحانه، لأن مرادهم بالعقل هو الفكر أو الشيء المعقول، وهذا إذا تمعن فيه العاقل أدرك أنه حديث خرافة لا شرع ولا عقل، فأخذ المتكلمون بهذا وجعلوه قاعدة أساسية وكأنما هو تنزيل من حكيم حميد، وحقيقته دعوى فلسفية ظنية وهمية تخرصية.

٣ - أن التجسيم إثباتا أو نفيا لم يرد في الكتاب ولا في السنة وإنما هو لفظ مبتدع فأول من ابتدعه إثباتا هشام بن الحكم الرافضي بقوله إن الله جسم، وأول من نفاه عن الله عز وجل الجهم ابن صفوان٣ الترمذي، أما السلف فلا يثبتونه ولا ينفونه، فليس لأحد أن يتهمهم به كما أنه ليس لأحد من الناس أن ينفي ما ثبت بالشرع من الصفات بلفظ مبتدع مختلف في معناه إلى ثلاث عشرة مقالة كما ذكر أبو الحسن الأشعري٤.


١ أساس التقديس ص ٣٠.
٢ اللسان ٢/٤٥٠.
٣ مجموع الفتاوى ٦/٤٠-٤٣.
٤ مقالات الإسلاميين ٢/٤-٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>