٢ - أن المعتزلة أثبتوا صفة الوجود لله عز وجل فيلزمهم في ذلك إثبات ذات معه تسمى الوجود.
٣ - أن الوحدانية التي ذكروها وهي الذات الخالية من الصفات هو توحيد الفلاسفة, الذين زعموا أن الله لا يصح أن يوصف بأي صفة لأنه واحد من كل وجه، لا عقلي ولا شرعي وإنما هو قول مبني على وهم وخيال.
٤ - أن الله عز وجل أثبت الوحدانية وأثبت الصفات في آياته المنزلة ووحيه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم، كما أن آيات الله في الكون تلجئ اضطراراً إلى إثبات خالق موصوف بصفات الكمال حتى يتأتى إيجاد هذا الكون وإلا امتنع وجود الكون، وهذا ظاهر واضح فكل دعوى تنفي ذلك فهي وهمية باطلة.
الشبهة الثانية: نفي الجسمية.
المتكلمون عموماً ردوا كثيراً من الصفات الذاتية مثل العلو والوجه واليد والقدم وغيرها،وزعموا أن إثبات هذه الصفات إما دليل على الجسمية أو من خصائص الأجسام فبالتالي لا يمكن إثباتها لله تبارك وتعالى لأن الله عندهم ليس بجسم ولا يقوم به ما هو من خصائص الأجسام١.
الرد عليهم:
١ - أن دعوى أن الله عز وجل ليس بجسم هو وصف لله عز وجل أو هو قاعدة أساسية عندهم في صفات الله لأنه بني عليها اعتقادات عديدة متعلقة بصفات الله عز وجل, ومع ذلك
١ انظر الإرشاد للجويني ص ١٥٠: حيث جعل المانع من وصفه بالنزول أن ذلك من صفات الأجسام، وانظر الاقتصاد في الاعتقاد للغزالي ص ٣٠: حيث نفى العلو بناءً على أن الجهة من صفات الجواهر، وانظر إلجام العوام عن علم الكلام ص ٥٤: حيث جعل أول الواجبات تجاه أحاديث الصفات اعتقاد تنزيه الله عز وجل عن الجسمية وتوابعها, والرازي في أساس التقديس ص ١٥ وما بعدها, بنى الكتاب كله في نفي صفات الله عز وجل بناءً على نفي الجسمية.