للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر الإمام أحمد أن هذا وهمٌ من منصور بن عبد الرحمن الغدّاني (١)، لأن جميع من روى عن ابن مسعود يقولون إنه لم يكن يصوم يوم عاشوراء. من ذلك ما رواه الشيخان (٢)، من طريق منصور، عن إبراهيم، عن علقمة قال: [دخل الأشعث بن قيس على ابن مسعود وهو يأكل يوم عاشوراء فقال: يا أبا عبد الرحمن، إن اليوم يوم عاشوراء. فقال: قد كان يُصام قبل أن ينزل رمضان، فلما نزل رمضان تُرك، فإن كنت مفطراً فاطعم].

ولعل هذا مما أشار إليه الإمام أحمد أن منصور يخالف في أحاديث.

ومن الآثار أيضاً:

قال عبد الله: "حدثني أبي قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن خالد الحذاء، عن ابن سيرين: "لا بأس بشرب الترياق" (٣). سمعت أبي يقول: هذا خطأ، كان محمد يكرهه، المعروف عن خالد، عن محمد أنه كرهه، أخطأ فيه وكيع" (٤).

خطّأ الإمام أحمد وكيعاً في هذه الرواية لأن المعروف عن خالد الحذاء عن محمد بن سيرين خلاف ما ذكره وكيع، فقد روى ابن علية عن خالد، عن ابن سيرين ـ قال: وذكرته له ـ فقال: "أوليس قد نهي عن كل ذي ناب، فهي ذات أنياب وحمة" (٥).


(١) قال عنه أحمد: صالح، روى عنه شعبة. قال له عبد الله: ثقة؟ قال: حدث عنه شعبة، وإسماعيل، إلا أنه يخالف في أحاديث، وهو ثقة، ليس به بأس. ووثقه ابن معين. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، يكتب حديثه ولا يحتج به الجرح والتعديل ٨/ ١٧٥.
وقال ابن حجر: صدوق يهم تقريب التهذيب ٦٩٥٣.
(٢) صحيح البخاري ٨/ ١٧٨ ح ٤٥٠٣، صحيح مسلم ٢/ ٧٩٤ ح ١١٢٧ (١٢٤).
(٣) الترياق ما يُستعمل لدفع السم من الأدوية والمعاجين، وهو معرب النهاية ١/ ١٨٨. وفي القاموس: دواء مركب بزيادة لحوم الأفاعي فيه القاموس المحيط ١١٢٤.
(٤) العلل ومعرفة الرجال ـ برواية عبد الله ٢/ ٤٠١ رقم ٢٧٩٢.
(٥) مصنف ابن أبي شيبة ٥/ ٥٦ ح ٢٣٦٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>