للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"خرجتُ مع أنس بن مالك إلى أرضه ببذق سيرين ـ وهي على رأس خمسة فراسخ ـ فصلّى بنا العصر في سفينة، وهي تجري بنا في دجلة قاعدا على بُساطٍ ركعتيْن ثم سلم، ثم صلّى بنا ركعتين ثم سلم". وأخرج مثله ابن أبي شيبة، عن يونس، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك (١). وليس في الروايتين أنهم صلوا قدّام الإمام، كما ذكر الإمام أحمد أن ذلك ليس في روايتي شعبة، والثوري.

وخطّأ الإمام أحمد رواية همام لمخالفتها للحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما جُعل الإمامُ ليؤتمّ به، فإذا كبّر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا" أخرجه البخاري (٢)، ومسلم (٣) من حديث أنس بن مالك، وأخرجاه أيضاً من حديث أبي هريرة (٤). فكيف يخالف أنس هذا الحديث ويدع قوماً يصلّون أمامه حيث لا يمكنهم الائتمام بالإمام؟.

ومن الآثار أيضاً:

قال ابن هانئ: "قرأت على أبي عبد الله: إسماعيل بن إبراهيم، عن منصور ابن عبد الرحمن، عن الشعبي، عن علقمة قال: [أتيت ابن مسعود فيما بين رمضان إلى رمضان، فما رأيته في يوم صائماً إلا يوم عاشوراء]. قال لي أبو عبد الله: وهمٌ من منصور إن شاء الله، جميع من روى عن ابن مسعود أنه لم يكن يصوم يوم عاشوراء" (٥).

حديث منصور بن عبد الرحمن، عن الشعبي، عن علقمة رواه النسائي (٦).


(١) مصنف ابن أبي شيبة ٢/ ٦٨ ح ٦٥٦١.
(٢) صحيح البخاري ٢/ ١٧٣ ح ٦٨٩، ٢/ ٥٨٤ ح ١١١٣.
(٣) صحيح مسلم ١/ ٣٠٨ ح ٤١١.
(٤) صحيح البخاري ٢/ ٢١٦ ح ٧٣٤، صحيح مسلم ١/ ٣٠٩ ح ٤١٤.
(٥) مسائل الإمام أحمد ـ برواية ابن هانئ ١/ ١٣٥ ح ٦٦٨.
(٦) السنن الكبرى ٢/ ١٥٩ ح ٢٨٤٨، ووقع تصحيف في النسخة المطبوعة، فوقع مكان: "إلا يوم عاشوراء"، فقال: "ولا يوم عاشوراء"، وهو خطأ، والصفحة نفسها مليئة بتصحيفات أخرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>