للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

يُغيرُوا مَا بِأَنْفسِهِم) وَقَوله تَعَالَى {فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لِبَاس الْجُوع وَالْخَوْف بِمَا كَانُوا يصنعون} وَمن ثمَّ قَالَ الشَّيْخ تَاج الدّين من لم يشْكر النعم فقد تعرض لزوالها وَمن شكرها فقد قيدها بعقالها قَالَ ابْن عَبَّاس اجْتمعت حكماء الْعَرَب والعجم على قَوْلهم الشُّكْر قيد الْمَوْجُود وصيد الْمَفْقُود

الْفَائِدَة الثَّانِيَة أَن حُصُولهَا الْمَزِيد مُعَلّق على الْوَفَاء بِهِ لقَوْله تَعَالَى {لَئِن شكرتم لأزيدنكم}

وَقَوله تَعَالَى {وَالَّذين جاهدوا فِينَا لنهدينهم سبلنا}

قَالَ الإِمَام الْغَزالِيّ وَالسَّيِّد الْكَرِيم إِذا رأى العَبْد قد قَامَ بِحَق نعْمَته بِمن عَلَيْهِ بِأُخْرَى وَيَرَاهُ أهلالها وَإِلَّا فَيقطع عَنهُ ذَلِك

قلت وَحَيْثُ لَا يحصل الْمَزِيد فالشكر غير حَاصِل وَهُوَ عِنْد ابْن الْعَرَبِيّ أقوى مَا قيل فِي ذَلِك على احْتِمَال تَقْيِيده بِالْمَشِيئَةِ أَو بِعَدَمِ الْمعْصِيَة وَلَا يتَّفق لمن حظى بِهِ أَو تَخْصِيصه بِقوم دون قوم آخَرين

قَالَ وَبَعضه أقوى من بعض

الْمَسْأَلَة الثَّانِيَة قَالَ ابْن الْعَرَبِيّ حَقِيقَة الشُّكْر تصريف النِّعْمَة فِي الطَّاعَة فَإِذا أنعم على عَبده بِنِعْمَة فصرفها فِي طَاعَته فقد شكرها وَإِن صرفهَا فِي مَعْصِيّة فقد كفرها

<<  <  ج: ص:  >  >>