وَالْأول فِي الْمَرَض أشهر، وَالثَّانِي فِي الْعَدو أشهر وَآيَة الْإِحْصَار وَردت فِي الْإِحْصَار بِالْمرضِ بِإِجْمَاع أهل اللُّغَة، وَعَن جمَاعَة من الصَّحَابَة: من كسر أَو عرج فقد أحْصر، وَهُوَ مَذْهَب أَصْحَابنَا وَقَالَ الشَّافِعِي: " لَا يكون الْإِحْصَار إِلَّا عَن عَدو فَإِن إحصار النَّبِي كَانَ بالعدو لِأَنَّهُ تَعَالَى قَالَ: {فَإِذا أمنتهم} وَذَلِكَ زَوَال الْخَوْف من الْعَدو " قُلْنَا: الْعبْرَة لعُمُوم اللَّفْظ لَا لخُصُوص السَّبَب والأمن يكون عَن الْعِلَل أَيْضا
قَالَ النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: " الزَّكَاة أَمَان من الجذام "
الْإِحْصَان: الْعِفَّة وتحصين النَّفس من الْوُقُوع فِي الْحَرَام {وَالَّذين يرْمونَ الْمُحْصنَات}
وَالتَّزْوِيج: {فَإِذا أحصن}
وَالْحريَّة: {نصف مَا على الْمُحْصنَات من الْعَذَاب}
والإصابة فِي النِّكَاح: {محصنين غير مسافحين}
والمحصن من الأحرف: الَّتِي جَاءَ الْفَاعِل مِنْهَا على (مفعل) بِفَتْح الْعين وَإِن كَانَ قِيَاس اسْم الْفَاعِل فِي بَاب الإفعال أَن يَجِيء بِالْكَسْرِ، وَاسم الْمَفْعُول بِالْفَتْح، إِلَّا مَا شَذَّ
وَمِنْهَا المسهب: من (أسهب) أَي: أطنب وَأكْثر من الْكَلَام قيل لِابْنِ عمر: ادْع الله لنا فَقَالَ: " أكره أَن أكون من المسهبين "
والمفلج: من (أفلج) أَي: أفلس
والإحصان: عبارَة عَن اجْتِمَاع سَبْعَة أَشْيَاء: الْبلُوغ، وَالْعقل، وَالْحريَّة، وَالنِّكَاح الصَّحِيح، وَالدُّخُول، وَكَون كل وَاحِد من الزَّوْجَيْنِ مثل الآخر فِي صفة الْإِحْصَان وَالْإِسْلَام وَعند الشَّافِعِي: الْإِسْلَام لَيْسَ بِشَرْط للإحصان؛ وَكَذَا عِنْد أبي يُوسُف فِي رِوَايَة، كَمَا فِي " كِفَايَة الْمُنْتَهى " بِمَا رُوِيَ أَن رَسُول الله رجم يهوديين وَالْجَوَاب: كَانَ ذَلِك بِحكم التَّوْرَاة ثمَّ نسخ؛ يُؤَيّدهُ قَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: " من أشرك بِاللَّه فَلَيْسَ بمحصن "
وأحصنها زَوجهَا: أَي أعفها فَهِيَ مُحصنَة بِفَتْح الصَّاد
وأحصنت فرجهَا: فَهِيَ مُحصنَة بِكَسْرِهَا
{وَالْمُحصنَات من النِّسَاء} بعد قَوْله {حرمت} بِالْفَتْح لَا غير، وَفِي سَائِر الْمَوَاضِع بِالْفَتْح وَالْكَسْر، لِأَن الَّتِي حرم التَّزَوُّج بهَا المتزوجات دون العفيفات، وَفِي سَائِر الْمَوَاضِع يحْتَمل الْوَجْهَيْنِ
الاحتراس: هُوَ أَن يُؤْتى فِي كَلَام يُوهم خلاف الْمَقْصُود بِمَا يدْفع ذَلِك الْوَهم نَحْو {لَا يحطمنكم سُلَيْمَان وَجُنُوده وهم لَا يَشْعُرُونَ}
(واسلك يدك فِي جيبك تخرج بَيْضَاء من غير سوء} وَنَحْوهمَا