النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن كَعْب بن الْأَشْرَف عاهده أَلا يعين عَلَيْهِ وَلَا يقاتله وَلحق بِمَكَّة ثمَّ قدم الْمَدِينَة مُعْلنا مقعاداة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فخزع مِنْهُ هجاؤه لَهُ فَأمر بقتْله.
خزع الخزع: الْقطع وَمِنْه خُزَاعَة لأَنهم تخزعوا عَن أَصْحَابهم وَأَقَامُوا بِمَكَّة وخزع مِنْهُ كَقَوْلِهِم: نَالَ مِنْهُ وشعث مِنْهُ وَوضع مِنْهُ. وَالضَّمِير فِي مِنْهُ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَقيل: مَعْنَاهُ قطع الهجاء عَهده وذمته وَالضَّمِير على هَذَا لكعب. حُذَيْفَة رَضِي الله عَنهُ إِن الله تَعَالَى يصنع صانع الخزم ويصنع كل صَنْعَة.
حزم الخزم: شجر يتَّخذ من لحائه الحبال والواحدة خزمة وبالمدينة سوق الخزامين وَالْمرَاد بصانع الخزم: صانع مَا يُتّخذ من الخزم. أَبُو الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ قَالَ لَهُ رجل: إِن أخوانك من أهل الْكُوفَة يقرئونك السَّلَام ويامرونك أَن تعظهم. قَالَ: اقْرَأ عَلَيْهِم السَّلَام ومرهم أَن يُعْطوا الْقُرْآن بخزائمهم. جمع خزامة وَهِي شَيْء من الشّعْر كالخشاش من الْعود فِي أنف الْبَعِير وَالْمرَاد اتِّباعهم الْقُرْآن منقادين لأحكامه. أعْطى: مَنْقُول بِالْهَمْزَةِ من عطا الشَّيْء إِذا تنَاوله فَهُوَ مُتَعَدٍّ إِلَى مفعولين وَوجه دُخُول الْبَاء هَاهُنَا على الْمَفْعُول الثَّانِي وَفِي قَوْلهم أعْطى بِيَدِهِ إِذا انْقَادَ ووكل