للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

وَالثَّالِث: أَنه من قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يتقارب الزَّمَان حَتَّى تكون السَّنة كالشهر والشهر كَالْجُمُعَةِ وَالْجُمُعَة كَالْيَوْمِ وَالْيَوْم كالساعة قَالُوا: يُرِيد زمن خُرُوج الْمهْدي وَبسطه الْعدْل وَذَلِكَ زمَان يستقصر لاستلذاذه فتتقارب أَطْرَافه.

قرقر فِي قَوْله تَعَالَى {بمَاءٍ كَالْمُهْلِ} قَالَ: كَعَكرِ الزَّيْت إِذا قرَّبه إِلَيْهِ سَقَطت قرقرة وَجهه فِيهِ. أَي ظَاهر وَجهه وَمَا بدا من محاسنه من قَول بعض الْعَرَب لرجل: أَمن أسطمتها أَنْت أم من قرقرها أَي من نَوَاحِيهَا الظَّاهِرَة وَمِنْه قيل للصحراء البارزة قرقر وللظهر قرقر. وَعَن السّديّ فِي تَفْسِير هَذِه الْآيَة: إِذا قرَّبه إِلَيْهِ سَقَطت فِيهِ مَكَارِم وَجهه. وَقيل: المُرَاد الْبشرَة استعيرت من قرقر الْمَرْأَة وَهُوَ لِبَاس لَهَا وَلَا أرى القرقر بِمَعْنى اللبَاس مسموعاً من الموثوق بعربيتهم وَلَا وَاقعا فِي كَلَام الْمَأْخُوذ بفصاحتهم وَإِنَّمَا يَقع فِي كَلَام المولدين نَحْو قَول أبي نواس: ... وغَادَةٍ هَارُوتُ فِي طَرْفها ... والشمسُ فِي قَرْقَرِها جَانحة ... وَقيل: الصَّحِيح هُوَ القرقل. وَالْوَجْه الْعَرَبِيّ مَا قَدمته وَالتَّاء للتخصيص مثلهَا فِي عسلة ونبيذة. وَفِي كتاب الْعين: القرقرة: الأَرْض الملساء الَّتِي لَيست بجد وَاسِعَة فَإِذا اتَّسعت غلب عَلَيْهَا اسْم التَّذْكِير فَقَالُوا: قرقر. وَعَن بَعضهم: إِنَّمَا هِيَ رقرقة وَجهه أَي مَا ترقرق من محاسنه من قَوْلهم: امْرَأَة رقراقة كَأَن المَاء يجْرِي فِي وَجههَا.

قَرَأَ قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيمَا يَحْكِي عَن ربه عز وَجل: إِنَّمَا بَعَثْتُك أبتليك وأبتلي بك وأنزلت عَلَيْك كتابا لَا يغسلهُ المَاء تقرؤه نَائِما ويقظان.

<<  <  ج: ص:  >  >>