قرف قَالَ لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَرْوَة بن مسيك: إِن أَرضًا عندنَا وَهِي أَرض ريعنا وميرتنا وَإِنَّهَا وبيئة. فَقَالَ: دعها فَإِن من القرف التّلف. القرف: مُلَابسَة الدَّاء يُقَال: لَا تَأْكُل كَذَا فَإِنِّي أَخَاف عَلَيْك القرف. وَمِنْه: قارف الذَّنب واقترفه إِذا الْتبس بِهِ وَيُقَال لقشر كل شَيْء قرفه لِأَنَّهُ ملتبس بِهِ.
قرر رجز لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْبَراء بن مَالك فِي بعض أَسْفَاره فَلَمَّا قَارب النِّسَاء قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إيَّاكُمْ والقوارير. صيرهن قَوَارِير لضعف عزائمهن وَكره أَن يسمعن حداءه خيفة صبوتهن. وَعَن سُلَيْمَان بن عبد الله أَنه سمع مغنياً فِي عسكره فَطَلَبه فاستعاده فاحتفل فِي الْغناء وَكَانَ سُلَيْمَان مفرط الْغيرَة فَقَالَ لأَصْحَابه وَالله لكأنها جرجرة الْفَحْل فِي الشول وَمَا أَحسب أُنْثَى تسمع هَذَا إِلَّا صبَّتْ ثمَّ أَمر بِهِ فخصى وَقَالَ: أما علمت أَن الْغناء رقية الزِّنَا.
قرب إِذا تقَارب الزَّمَان لم تكد رُؤْيا الْمُؤمن تكذب. فِيهِ ثَلَاثَة أقاويل: أَحدهَا: أَنه أَرَادَ آخر الزَّمَان واقتراب السَّاعَة لِأَن الشَّيْء إِذا قل وتقاصر تقاربت أَطْرَافه وَمِنْه قيل للقصير مُتَقَارب ومتأزف. وَيَقُولُونَ: تقاربت إبل فلَان إِذا قلَّتْ. ويعضده قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: فِي آخر الزَّمَان لَا تكَاد رُؤْيا الْمُؤمن تكذب وأصدقهم رُؤْيا أصدقهم حَدِيثا. وَالثَّانِي: أَنه أَرَادَ اسْتِوَاء اللَّيْل وَالنَّهَار يزْعم العابرون أَن أصدق الْأَزْمَان لوُقُوع الْعبارَة وَقت انفتاق الْأَنْوَار وَوقت إِدْرَاك الثِّمَار وَحِينَئِذٍ يَسْتَوِي اللَّيْل وَالنَّهَار.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute