للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونقول لهم: هذا اختراع وابتداع إذ لم يرد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا عن أحد من السلف الصالح أنهم ذكروا بحرف واحد، وهم القدوة لنا في سائر أنواع العبادات، خصوصًا ذكر الله الذى هو أكبر، وقولهم كما ورد في أوائل السور تمثيل أو تنظير غير صحيح، إذ لم يرد في كتاب رلا سنة أن هذه الحروف أسماء لله تعالى.

غاية ما في الباب أن بعض العلماء قال: إن كل حرف من هذه الحروف مقتطع من اسم من أسماء الله تعالى هو قول مغضوض عنه، ثم على تسليمه لا يكون المقتطع من الاسم اسمًا فلا يكون التكلم بالمقتطع ذكرًا لاسم الله تعالى، ونعوذ بالله من سوء التأويل، والجراءة على ذكر الله الجليل، والأعجب من هذا جعله دليلًا على ما ادعاه أو تمثيلًا لما افتراه.

ويجوز الذكر بجميع أسماء الله تعالى المأخوذة من السنة ولو من غير شيخ عارف لكن به أكمل وأرجى لقطع العلائق الشيطانية، ولتجلى الأنوار الملكوتية، وليس عندنا لله أسماء ثابتة عن غير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأتباعه الآخذين عنه، إذ لا طريق إلى الله تعالى ومعرفة أسمائه إلا هو، وغيره الطريق الشيطان.

وقالوا: يجوز الرقص حالة الذكر بدليل فعل الحبشة في المسجد بين يدى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم ينكر عليهم، وكان رقصهم بالوثبات والوجد، ففى الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "لقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسترنى بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون بالحراب والدرق في المسجد حتى أكون أنا التى أسأمه" وكان ذلك يوم عيد الفطر.

ونقول لهم هذا قول باطل مناقض لقواعد الشرع الشريف لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار" وقائله كأنه ممن يحرفون الكلم عن مواضعه، والاستدلال لفعل الحبشة في المسجد بحضرته -صلى الله عليه وسلم- استدلال باطل لأن ذلك كان تمايلًا بالحراب للتدريب على استعمال السلاح كما شرعت المسابقة وكما أبيح التبختر في الحرب وإن كان ممنوعًا في غيره كما قال عليه الصلاة والسلام: "إنها لمشية يبغضها اللَّه إلا في هذا

<<  <   >  >>