وقد اعترض على هذا الحافظ العراقي فقال في "التقييد والإيضاح" ص (٣٠٥ - ٣٠٦): وفي هذا التحديد بهذا العدد نظر كبير وكيف يمكن الاطلاع على تحرير ذلك مع تفرق الصحابة في البوادى والقرى والموجود عن أبي زرعة بالأسانيد المتصلة إليه ترك التحديد في ذلك وأنهم يزيدون على مائة ألف كما رواه أبو موسى المديني في ذيله على الصحابة لابن منده باسناده إلى أبي جعفر أحمد بن عيسى الهمداني قال: قال أبو زرعة: توفي النبي ﷺ ومن رآه سمع منه زيادة على مائة ألف إنسان من رجل وامرأة وكل قد روى عنه سماعًا أو رؤية: انتهى، وهذا قريب لكونه لا تحديد فيه بهذا القدر الخاص وأما ما ذكره المصنف عن أبي زرعة فلم أقف له على إسناد ولا هو في كتب التواريخ المشهورة. (٢) هو الشيخ عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن الحسن المعروف بعز الدين أبو محمد السلمي الشافعي الملقب بسلطان العلماء سمع على أبي الحسين أحمد بن الموازيني، والخُشُوعي، وسمع القاسم بن عساكر، وابن طَبَرْزَد وجماعة، روى عنه: تقي الدين ابن دقيق العيد، وهو الذي لقبه بسلطان العلماء، وهبة الله القفطي وأبو الحسين اليونيني، مهر في العربية ودرس وأفتى وصنف، وبرع في المذهب وبلغ رتبه الاجتهاد، وصار رأس الشافعية في وقته، وكان عاقلاً ناسكاً، ورعًا زاهدًا متقشفًا، أمارًا بالمعروف نهاءً عن المنكر، لا يخافُ في الله لومة لائم، له مصنفات كثيرة منها: "قواعد الأحكام"، بداية السول في تفضيل الرسول وكتاب "شجرة المعارف" "والإمام في أدلة الأحكام" وغيرها كثير. توفي ﵀ سنة ٦٦٠ هـ. انظر ترجمته في: "البداية والنهاية" ١٣/ ٣٣٥ "طبقات الشافعية" للسبكي (٨/ ٢٠٩) "العبر" (٥/ ٢٦٠) "مفتاح السعادة" (٢/ ٣٥٣).