للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ووصلني كتاب السُّلْطَان رَضِي الله عَنهُ يعرف بِفَتْح أطريرة واستيلائه عَلَيْهَا عنْوَة وَذَلِكَ بِخَط يَده، فَعرفت من أهل حَضرته الَّذين أعجلهم إسراع الْحَرَكَة عَن اللحاق بِهِ

أَيهَا النَّاس، ضاعف الله بمزيد النعم سروركم، وتكفل بِلُطْفِهِ الْخَفي فِي هَذَا الْقطر الْغَرِيب أُمُوركُم. أبشركم بِمَا كتبه سلطانكم السعيد عَلَيْكُم، المترادفة بَين الله وسعادته نعم الله عَلَيْكُم، أمتع الله الْإِسْلَام بِبَقَائِهِ وأيده على أعدائه، وَنَصره فِي أرضه بملائكة سمائه، وَإِن الله فتح لَهُ الْفَتْح الْمُبين، وأعز بحركة جهاده الدّين، وبيض وُجُوه الْمُؤمنِينَ، وأظفره بأطريرة الْبَلَد الَّذِي فجع الْمُسلمين بأسراهم فجيعة تثير الحمية، وتحرك النُّفُوس الأبية، وانتقم الله مِنْهُم على يَده، وبلغه من استيصالهم غَايَة مقْصده، فَصدق من الله لأوليائه على أعدائه، الْوَعْد والوعيد، وَحكم بإبادتهم المبدي المعيد، وَكَذَلِكَ أَخذ رَبك إِذا أَخذ الْقرى وَهِي ظالمة، إِن أَخذه أَلِيم شَدِيد، وَتحصل من سَبْيهمْ، بعد مَا رويت السيوف بدمائهم، أُلُوف عديدة، لم يسمع بِمِثْلِهَا فِي المدد المديدة، وَلَا فِي العهود الْبَعِيدَة، وَلم يصب من إخْوَانكُمْ الْمُسلمين عدد يذكر، وَلَا رجل مُعْتَبر. فتح هنى، وصنع سنى، ولطف خفى، ووعد وَفِي، فاستبشروا بِفضل الله وَنعمته، وثقوا على الافتقار والانقطاع برحمته، وَقَابَلُوا نعمه بالشكر يزدكم، واستنصروا فِي الدفاع عَن دينكُمْ، ينصركم ويؤيدكم، واغتبطوا بِهَذِهِ الدولة الْمُبَارَكَة الَّتِي لم تَعْدَمُوا من الله مَعهَا عَيْشًا خصيبا، وَلَا رَأيا مصيبا، وَلَا نصرا عَزِيزًا، وفتحا قَرِيبا، وَتَضَرَّعُوا فِي بَقَائِهَا، وَنصر لوائها، لمن لم يزل سميعا للدُّعَاء مجيبا. وَالله عز وَجل يَجْعَل البشائر الفاشية فِيكُم عَادَة، وَلَا يعدمكم وَلَا للْوَلِيّ الْأَمر، تَوْفِيقًا

<<  <  ج: ص:  >  >>