(وَرَنَّة تَحت غنة قدرتْ ... من هَالك الرَّاء ذامر الألفِ)
(كَأَن فِي فِيهِ لقْمَة عقلت ... لِسَانه فالتوى على حنفِ)
(محركٌ رأسَهُ توهمهْ ... قدْ قامَ من عطسة على شرف) // المنسرح //
وَهُوَ بليغ التَّشْبِيه فِي مَعْنَاهُ
وَأنْشد البحتري شَيْئا من شعر أبي سهل بن نوبخت فَجعل يُحَرك رَأسه فَقيل لَهُ مَا تَقول فِيهِ فَقَالَ هُوَ يشبه مضغ المَاء لَيْسَ لَهُ طعم وَلَا معنى
وَقد نظمت هَذَا لغَرَض عرض لي فَقلت
(ربّ خُذ للشعر من زُمَرِ ... أسمعونا مِنْهُ مَا أضني)
(مثلُ طعم المَاء لَيْسَ لَهُ ... فِي فمٍ طعمٌ وَلَا معنى) // المديد //
وَرَأَيْت بعد ذَلِك بَيْتا آخر فِي الْمَعْنى وَهُوَ
(حَدِيث مثلْ لعق المَاء بحتاً ... وَلَيْسَ للعق بحت المَاء طعم) // الوافر //
والبحت بِالْمُثَنَّاةِ فَوق الصّرْف
وَذكرت بِأَبْيَات البحتري فِي الحبسة مَا نظمته قَدِيما وَهُوَ
(إِن قالَ شعرًا خلته ... علكاً قَوِيا يعلك)
(وإنَ شدا فصوتهُ ... صَوت دَجَاج يمسك) // الرجز //
واجتازت جاريةٌ بالمتوكل مَعهَا كوز مَاء وَهِي أحسن من الْقَمَر فَقَالَ مَا اسْمك قَالَت برهَان قَالَ وَلمن هَذَا المَاء قَالَت لستي قبيحة قَالَ صَبِيه فِي حلقي فشربه عَن آخِره ثمَّ قَالَ للبحتري قل فِي هَذَا شَيْئا فَقَالَ
(مَا قهوةٌ من رحيق كأسها ذهبٌ ... جَاءَت بهَا الْحور من جنَّات رضوانِ)
(يَوْمًا بأطيب من مَاء بِلَا عطشٍ ... شربته عَبَثا من كف برهانِ) // الْبَسِيط //