(أريدُ من زَمني ذَا أَن يبلغَني ... مَا ليسَ يبلغُهُ فِي نَفسه الزمنُ)
(لَا تلقَ دهرَكَ إِلَّا غيرَ مكترثٍ ... مَا دَامَ يَصْحَبُ فِيهِ رُوحَكَ البدنُ)
(فَمَا يدومُ سرورُ مَا سُرِرْتَ بِهِ ... وَلَا يَرُدُّ عليكَ الفائتَ الحزَنُ)
(مِمَّا أضرَّ بِأَهْل العشقِ أنهمُ ... هَوَوْا وَمَا عرَفوا الدُّنْيَا وَمَا فطِنوا)
(تفني عيونُهُم دمعاً وأنفُسُهم ... فِي إثِر كلِّ قَبِيح وجهُه حسَنُ)
(تحمّلوا حملتكم كل ناجيةٍ ... فكلٌّ بَيْنٍ عليّ اليومَ مؤتمنُ)
(مَا فِي هَوادجكم من مُهجتِي عِوَض ... إِن مُتُّ شوقاً وَلَا فِيهَا لَهَا ثمنُ)
(يَا من نُعِيتُ على بعدٍ بمجلسه ... كلٌّ بِما زعم الناعوْنَ مرتَهَنُ)
(كم قد قُتِلت وَكم قد مت عنْدكُمْ ... ثمَّ انتفضت فَزَالَ الْقَبْر والكفنُ)
(قد كَانَ شاهَدَ دفني قبل قَوْلهم ... جماعةٌ ثمَّ مَاتُوا قبل مَنْ دَفنوا)
(مَا كل مَا يتَمَنَّى الْمَرْء يُدْرِكهُ ... تَجري الرِّياحُ بِما لَا تشْتَهي السفنُ) // الْبَسِيط //
وَهِي طَوِيلَة بديعة
وَالشَّاهِد فِي الْبَيْت أَن كل إِذا تَأَخَّرت عَن أَدَاة النَّفْي سَوَاء كَانَت معمولة لَهَا أَولا وَسَوَاء كَانَ الْخَبَر فعلا كَمَا فِي الْبَيْت أَو غير فعل توجه النَّفْي إِلَى الشُّمُول خَاصَّة لَا إِلَى اصل الْفِعْل وَأفَاد الْكَلَام ثُبُوت الْفِعْل أَو الْوَصْف لبَعض مَا أضيف إِلَيْهِ كل إِن كَانَت فِي الْمَعْنى فَاعِلا للْفِعْل أَو الْوَصْف الَّذِي حمل عَلَيْهَا أَو عمل فِيهَا أَو تعلق الْفِعْل أَو الْوَصْف بِبَعْض إِن كَانَت كل فِي الْمَعْنى مَفْعُولا للْفِعْل أَو الْوَصْف الْمَحْمُول عَلَيْهَا أَو الْعَامِل فِيهَا
وَمعنى شطر الْبَيْت مَأْخُوذ من قَول طرفَة بن العَبْد الْبكْرِيّ
(فيا لَك من ذِي حاجةٍ حِيلَ دونهَا ... وَمَا كل مَا يهوى امْرُؤ هُوَ نائله) // الطَّوِيل //
وَقد أَخذه بَعضهم وَضَمنَهُ فِي قصيدة مدح بهَا يزِيد بن حَاتِم فَخرج إِلَيْهِ وَهُوَ بِمصْر ليَأْخُذ جائزته فَوَجَدَهُ قد مَاتَ فَقَالَ