للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

الْغَرِيب أصل الْأَمَانِي التثقيل وتخفيفها لُغَة والمحذوفة الْيَاء الأولى الزَّائِدَة المنقلبة عَن الْوَاو لِأَن أَصْلهَا أمنوية ثمَّ غيرت الْمَعْنى كَفاك دَاء رؤيتك الْمَوْت شِفَاء أَي إِذا أفضت بك الْحَال إِلَى أَن تمنى المنايا فَذَلِك غَايَة الشدَّة وَإِن دَاء شفاؤه الْمَوْت أقْصَى الأدواء وَإِن الْمنية إِذا صَارَت أُمْنِية فَهِيَ غَايَة البلية وَالْمعْنَى كَفاك من أذية الزَّمَان مَا تتمنى مَعَه الْمَوْت

٢ - الْغَرِيب أعيا صَعب وَعز والمداجي المساتر للعداوة وَهُوَ من الدجى وَهِي الظلمَة الْمَعْنى يَقُول تمنيت الْمَوْت لما طلبت صديقا مصافيا فأعجزك أَو عدوا ساترا للعداوة وَعند عدم الصّديق المصافي والعدو الْمُوَافق يتَمَنَّى الْمَرْء الْمنية قَالَ الواحدي هَذَا تَفْسِير الدَّاء الْمَذْكُور فِي الْبَيْت الأول

٣ - الْإِعْرَاب قَالَ أَبُو الْفَتْح اسْتعْمل النهى مَوضِع الِاسْتِفْهَام الَّذِي اسْتَعْملهُ غَيره فِي قَوْله

(فَلِمْ طالَ حَمْلِي جَفْنَهُ وَنجادهُ ... إذَا أَنا لمْ أضْرَبْ بِهِ مَنْ تَعَرَّضَا)

الْغَرِيب الحسام الْقَاطِع واليماني مَنْسُوب إِلَى صَنْعَة أهل الْيمن الْمَعْنى يَقُول مُخَاطبا لنَفسِهِ إِنَّمَا يحْتَاج إِلَى عمل السَّيْف ليرْفَع بِهِ الذل فَإِذا رضيت أَن تعيش ذليلا فَمَا تصنع بِالسَّيْفِ الْقَاطِع

٤ - الْغَرِيب الْعتاق الْكِرَام وَفرس عَتيق كريم والمذاكي الْخَيل الْقرح الَّتِي قد تمت أسنانها الْمَعْنى يُرِيد لَا تتَّخذ الرماح الطوَال وَلَا تتَّخذ الْخَيل الْكِرَام إِذا رضيت أَن تعيش فِي ذل وَإِنَّمَا تتَّخذ هَذِه لنفي الذل

٥ - الْغَرِيب الْأسد جمع أَسد والطوى الْجُوع وضرى الْكَلْب بالصيد يضرى ضراوة تعود وكلب ضار وكلبة ضاربة وأضراه صَاحبه إِذا عوده وَأَصله الجراءة والوقاحة الْمَعْنى ضرب هَذَا مثلا وَهُوَ من أَجود الْكَلَام وأحثه على طلب الرزق بِالسَّيْفِ وَغَيره يَقُول إِذا كَانَ الْأسد فِيهِ حَيَاء لم يَنْفَعهُ وَلَا يَأْتِيهِ بالشبع وَإِنَّمَا ينَال الشِّبَع إِذا افترس فَلَو لزم عرينه وَلم يصد لبقي جائعا غير مهيب وَإِنَّمَا يخَاف وَيَتَّقِي إِذا كَانَ ضَارِبًا مفترسا

<<  <  ج: ص:  >  >>