للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذي هو غاية تأثير الطبيب.

ولفرح نفس المريض وتطييب قلبه وإدخال ما يسره عليه تأثير عجيب في شفاء علته وخفتها، فإن الأرواح والقوى تقوى بذلك، فتساعد الطبيعة على دفع المؤذي، وقد شاهد الناس كثيرًا من المرضى تنتعش قواهم بعيادة من يحبونه ويعظمونه، ورؤيتهم لهم، ولطفهم بهم، ومكالمتهم إياهم.

وهذا أحد فوائد عيادة المرضى التي تتعلق بهم، فإن فيها أربعة أنواع من الفوائد: نوع يرجع إلى المريض، ونوع يعود على العائد، ونوع يعود على أهل المريض، ونوع يعود على العامة.

وقد تقدم في هديه -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يسأل المريض عن شكواه وكيف يجده، ويسأله عما يشتهيه، ويضع يده على جبهته - وربما وضعها بين ثدييه - ويدعو له، ويصف له ما ينفعه في علته، وربما توضأ وصب على المريض من وضوئه، وربما كان يقول للمريض: «لا بَأْسَ طَهُورٌ إنْ شَاءَ اللَّهُ» (١)، وهذا من كمال اللطف وحسن العلاج والتدبير» (٢).

روى البخاري ومسلم من حديث سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: تَشَكَّيْتُ بِمَكَّةَ شَكْوًا شَدِيدًا، فَجَاءَنِي النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَعُودُنِي،


(١) صحيح البخاري برقم ٣٦١٦.
(٢) زاد المعاد (٤/ ١٦٧ - ١٦٨).

<<  <   >  >>