للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحظ من العلم والعقل والمعرفة، وأكثر تسلط الأرواح الخبيثة على أهله يكون من جهة قلة دينهم، وخراب قلوبهم وألسنتهم من حقائق الذكر والتعاويذ والتحصنات النبوية والإيمانية، فتلقى الروح الخبيثة الرجل أعزل لا سلاح معه، وربما كان عريانًا، فتؤثر فيه.

هذا ولو كُشِف الغطاء لرأيت أكثر النفوس البشرية صرعى مع هذه الأرواح الخبيثة، وهي في أسرها وقبضتها، تسوقها حيث شاءت، ولا يمكنها الامتناع عنها ولا مخالفتها، وبها الصرع الأعظم الذي لا يفيق صاحبه إلا عند المفارقة والمعاينة، فهناك يتحقق أنه كان هو المصروع حقيقة، واللَّه المستعان» (١).

روى ابن ماجه في سننه من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا دَخَلْتُمْ عَلَى الْمَرِيضِ، فَنَفِّسُوا لَهُ فِي الْأَجَلِ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَرُدُّ شَيْئًا، وَهُوَ يُطَيِّبُ نَفْسَ الْمَرِيضِ» (٢).

«في الحديث نوع شريف جدًّا من أشرف أنواع العلاج، وهو الإرشاد إلى ما يطيب نفس العليل من الكلام الذي تقوى به النفس، وتنتعش به القوة، فيتساعد على دفع العلة أو تخفيفها


(١) زاد المعاد (٤/ ٩٠ - ٩٤) بتصرف.
(٢) برقم ١٤٣٨، قال ابن حجر -رحمه الله- في الفتح (١٠/ ١٢١): في سنده لين، وضعفه الشيخ الألباني -رحمه الله- في السلسلة الضعيفة برقم ١٨٤. هذا الحديث وإن كان فيه ضعف فأحاديث عيادة المريض تفيد ما أفاده هذا الحديث.

<<  <   >  >>