للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ قَالَتْ أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ السَّرَّاجِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْيَسَعِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد ابْن عَمْرو الدنيوري قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصُّوفِيُّ الْخَيَّاطُ قَالَ قَالَ أَبُو حَمْزَةَ رَأَيْتُ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ قُطْنٍ الصُّوفِيِّ غُلامًا جَمِيلا فَكَانَا لَا يَفْتَرِقَانِ فِي سَفَرٍ وَلا حَضَرٍ فَمَكَثَا بِذَلِكَ زَمَانًا طَوِيلا فَمَاتَ الْغُلامُ وَكُمِدَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ قُطْنٍ حَتَّى عَادَ جِلْدًا وَعَظْمًا فَرَأَيْتُهُ يَوْمًا وَقَدْ خَرَجَ إِلَى الْمَقَابِرِ فَاتَّبَعْتُهُ فَوَقَفَ عَلَى قَبْرِهِ قَائِمًا يَبْكِي وَيَنْظُرُ إِلَيْهِ وَالسَّمَاءُ تُمْطِرُ فَمَا زَالَ وَاقِفًا مِنْ وَقْتِ الضُّحَى إِلَى أَنْ غَرَبَتِ الشَّمْسُ لَمْ يَبْرَحْ وَلَمْ يَجْلِسْ وَيَدُهُ عَلَى خَدِّهِ فَانْصَرَفْتُ عَنْهُ وَهُوَ كَذَلِكَ وَاقِفٌ فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ خَرَجْتُ لأَعْرِفَ خَبَرَهُ وَمَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِ فَصِرْتُ إِلَى الْقَبْرِ فَإِذَا هُوَ مَكْبُوبٌ لِوَجْهِهِ مَيِّتٌ فَدَعَوْتُ مَنْ كَانَ بِالْحَضْرَةِ فَأَعَانُونِي على حملهفغسلته وَكَفَّنْتُهُ فِي ثِيَابِهِ وَدَفَنْتُهُ إِلَى جَانِبِ الْقَبْرِ

أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ الأَنْمَاطِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُذَحِجِيُّ الأَدِيبُ قَالَ كُنْتُ أَخْتَلِفُ فِي النَّحْوِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ خَطَّابٍ النَّحْوِيِّ فِي جَمَاعَةٍ أَيَّامَ الْحَدَاثَةِ وَكَانَ مَعَنَا أَسْلَمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ قَاضِي قُضَاةِ الأَنْدَلُسِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَكَانَ مِنْ أَجْمَلِ مَنْ رَأَتْهُ الْعُيُونُ وَكَانَ مَعَنَا عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ خَطَّابٍ أَحْمَدُ بْنُ كُلَيْبٍ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الأَدَبِ وَالشِّعْرِ فَاشْتَدَّ كَلَفُهُ بِأَسْلَمَ وَفَارَقَ صَبْرَهُ وَصَرَفَ فِيهِ الْقَوْلَ مُسْتَتِرًا بِذَلِكَ إِلَى أَنْ فَشَتْ أَشْعَارُهُ فِيهِ وَجَرَتْ عَلَى الأَلْسِنَةِ وَتُنُوشِدَتْ فِي الْمَحَافِلِ فَلَعَهْدِي بِعُرْسٍ فِي بَعْضِ الشَّوَارِعِ وَالنُّكُورِي الزَّامِرِ فِي وَسَطِ الْمَحَافِلِ يُزَمِّرُ بِقَوْلِ أَحْمَدَ بْنِ كُلَيْبٍ فِي أَسْلَمَ

أَسْلَمَنِي فِي هَوَا ... أَسْلَمَ هَذَا الرَّشَا

<<  <   >  >>