للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

عَيْبَةٌ مَكْفُوفَةٌ:

فَصْلٌ: وَذَكَرَ فِي الْكِتَابِ: وَأَنّ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ عَيْبَةً مَكْفُوفَةً «١» أَيْ: صُدُورٌ مُنْطَوِيَةٌ عَلَى مَا فِيهَا لَا تُبْدِي عَدَاوَةً، وَضَرَبَ الْعَيْبَةَ مَثَلًا، وَقَالَ الشّاعِرُ:

وَكَادَتْ عِيَابُ الْوُدّ منّا ومتهم ... وَإِنْ قِيلَ أَبْنَاءُ الْعُمُومَةِ تَصْفَرُ

وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْأَنْصَارُ كَرِشِي وَعَيْبَتِي «٢» فَضَرَبَ الْعَيْبَةَ مَثَلًا لِمَوْضِعِ السّرّ، وَمَا يُعْتَدّ بِهِ مِنْ وُدّهِمْ. وَالْكَرِشُ وِعَاءٌ يُصْنَعُ مِنْ كَرِشِ البعبر، يُجْعَلُ فِيهِ مَا يُطْبَخُ مِنْ اللّحْمِ، يُقَالُ: مَا وَجَدْت لِهَذِهِ الْبَضْعَةِ فَاكَرِشٍ، أَيْ: إنّ الْكَرِشَ قَدْ امْتَلَأَ، فَلَمْ يَسَعْهَا فَمُهُ. وَيُضْرَبُ أيضا هذا مثلا «٣» ،


(١) ليس فى السيرة وبينكم.
(٢) أراد «ص» أنهم بطانه وموضع سره وأمانته، والذين يعتمد إليهم فى اموره. واستعار الكرش وتعيبه لذلك، لأن المجتر بجمع لمفه فى كرشه، والرجل يضع ثيابه فى عيبته. وقيل: أراد بالكرش: الجماعة أى: جماعتى وصحابتى، يقال. عليه كرش، أى جماعة «النهاية لابن الأثير» والحديث فى البخارى: «أوصيكم بالأنصار، فانهم كرشى وعيبتى، وقد قضوا الذى عليهم، وبقى الذى لهم فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم» .
(٣) أى لم أجد إليه سبيلا؛ وعن اللحيانى: لو وجدت إليه فاكرش، وباب كرش، وإنى فى كرش لأتيته، يعنى قدر ذلك من السبل، ومثله قولهم لو وجدت إليه: فاسبيل، وأصل المثل أن رجلا فصل شاة. فأدخلها فى كرشتها. ليطبحها، فقيل له: أدخل الرأس، فقال: إن وجدت إلى ذلك فاكرش يعنى: إن وجدت إليه سبيلا، وقيل غير ذلك ولكنه قريب من هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>