القَاضِي نجم الدَّين تدريس الشامية البرانية نزل لَهُ عَن نصف تدريس الركنية وللشيخ برهَان الدَّين ابْن خطيب عذراء عَن النّصْف الْأَخير فَتوفي الشَّيْخ برهَان الدَّين عَاجلا فأضيف إِلَيْهِ النّصْف الآخر وَكَانَ فَاضلا فِي الْفِقْه يستحضر كثيرا من الرَّافِعِيّ ويحفظ عَلَيْهِ إشكالات وأسئلة حَسَنَة وَيعرف الْمُخْتَصر معرفَة جَيِّدَة وَيعرف الألفية معرفَة تَامَّة ويحفظ كثيرا من تواريخ الْمُتَأَخِّرين وَله يَد طولى فِي النّظم والنثر وَكَانَ منجمعا عَن النَّاس وَلَا يكْتب على الْفَتَاوَى إِلَّا قَلِيلا وبحثه أحسن من تَقْرِيره وَكَانَ كثير التِّلَاوَة حسن الصَّلَاة مقتصدا فِي ملبسه وَغَيره شرِيف النَّفس مليح المحاضرة وَلم يكن فِيهِ مَا يعاب بِهِ إِلَّا أَنه كَانَ يُطلق لِسَانه فِي بعض النَّاس وَيَأْتِي فِي ذَلِك بعبارات غَرِيبَة وَكَانَ ينْسب إِلَى محبَّة ابْن الْعَرَبِيّ صَاحب الفصوص ويتردد إِلَى زِيَادَة قَبره حج فِي سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة فَلَمَّا قضى حجه وَرجع مرض بَين الْحَرَمَيْنِ وَمَات بوادي بني سَالم وَنقل إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة عَن ساكنها أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام فَدفن بِالبَقِيعِ وغبطه النَّاس بذلك
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute