وَقدم الشَّام فِي شبيبته وَأخذ عَن ابْن الصّلاح وَدخل الديار المصرية وسكنها وناب فِي الْقَضَاء عَن القَاضِي بدر الدَّين السنجاري ثمَّ قدم الشَّام على الْقَضَاء فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَخمسين مُنْفَردا بِالْأَمر ثمَّ أقيم مَعَه الْقُضَاة الثَّلَاثَة فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ ثمَّ عزل سنة تسع وَسِتِّينَ ثمَّ أُعِيد بعد سبع سِنِين فِي آخر سنة سِتّ وَسبعين ثمَّ عزل ثَانِيًا فِي أَوَائِل سنة ثَمَانِينَ وَاسْتمرّ معزولا وَبِيَدِهِ الأمينية والنجيبية قَالَ الشَّيْخ تَاج الدَّين الْفَزارِيّ فِي تَارِيخه كَانَ قد جمع حسن الصُّورَة وفصاحة الْمنطق وغزارة الْفضل وثبات الجأش ونزاهة النَّفس وَقَالَ قطب الدَّين فِي تأريخ مصر كَانَ إِمَامًا عَالما وأديبا بارعا وحاكما عادلا ومؤرخا جَامعا وَله الباع الطَّوِيل فِي الْفِقْه والنحو وَالْأَدب غزير الْفضل كَامِل الْعقل قَالَ وَأَخْبرنِي من أَثِق بِهِ عَنهُ أَنه قَالَ أحفظ سَبْعَة عشر ديوانا من الشّعْر وَقَالَ البرزالي فِي مُعْجَمه أحد عُلَمَاء عصره الْمَشْهُورين وَسيد أدباء دهره الْمَذْكُورين جمع بَين عُلُوم جمة فقه وعربية وتأريخ ولغة وَغير ذَلِك وَجمع تَارِيخا نفيسا اقْتصر فِيهِ على الْمَشْهُورين من كل فن وَكَانَت لَهُ يَد طولى فِي علم اللُّغَة لم ير
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute