اللّغَوِيّ البارع الْعلم ولد فِي أحد الربيعين سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة بِجَزِيرَة ابْن عمر وَنَشَأ بهَا ثمَّ انْتقل إِلَى الْموصل وَسمع الحَدِيث وَقَرَأَ الْفِقْه والْحَدِيث وَالْأَدب والنحو ثمَّ اتَّصل بِخِدْمَة السُّلْطَان وترقت بِهِ الْمنَازل حَتَّى بَاشر كِتَابَة السِّرّ وَسَأَلَهُ صَاحب الْموصل ان يَلِي الوزارة فَاعْتَذر بعلو السن والسهو بِالْعلمِ وَالْملك لَا يَسْتَقِيم إِلَّا بالتسامح فِي العسف وَأخذ الْخلق بالشدة وَأَنا لَا أقدر على ذَلِك ثمَّ إِنَّه حصل لَهُ نقرس أبطل حَرَكَة يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ وَصَارَ يحمل فِي محفة فَأَقَامَ بداره وَأَنْشَأَ رِبَاطًا بقرية من قرى الْموصل ووقف أملاكه عَلَيْهِ قَالَ ابْن خلكان كَانَ فَقِيها مُحدثا أديبا نحويا عَالما بصنعة الْحساب والإنشاء ورعا عَاقِلا مهيبا ذَا بر وإحسان وَذكره ابْن المستوفي وَالْمُنْذِرِي وَأثْنى كل مِنْهُمَا عَلَيْهِ وَذكره ابْن نقطة وَقَالَ كَانَ فَاضلا ثِقَة توفّي فِي آخر يَوْم من سنة سِتّ وسِتمِائَة وَدفن برباطه وَمن تصانيفه كتاب جَامع الْأُصُول وَكتاب النِّهَايَة فِي غَرِيب الحَدِيث وَكتاب شرح مُسْند الشَّافِعِي والإنصاف فِي الْجمع بَين الْكَشْف والكشاف تفسيري الثَّعْلَبِيّ والزمخشري وَكتاب البديع فِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute