نسبوه إلى واضعه المذكور وجعله مثلا للدنيا وأهلها فرتب الرقعة اثني عشر بيتا على عدد شهور السنة والقطع ثلاثون قطعة بعدد أيام كل شهر وجعل الفصوص مثل القدر وتقلده بأهل الدنيا والكلام في مثل هذا يطول قال ويقال أن صعصعة لما وضع الشطرنج وعرضه على الملك المذكور فأعجبه وفرح به كثيرا وقال له اقترح ما شئت فقال له اقترحت أن تضع حبة قمح في البيت الأول ولا تزال تضعفها حتى ينتهي إلى آخرها فمهما بلغ تعطيني فاستصغر الملك ذلك وأنكر عليه وقد كان اضمر له شيئا كثيرا فتقدم له بمطلوبه وطلب الداواوين وذكر لهم ذلك فقالوا ما في شؤون الملك ما يقارب هذا فاستنكره الملك فقالوا له الدواوين لو جمع كل قمح في الدنيا ما بلغ هذا القدر وطالبهم بإقامة البرهان لذلك فقعدوا وحسبوا فظهر له صدق ذلك وعملوا ذلك من طريق الحساب وكذا ذكره ابن خلكان وقال وطريق هذا التضعيف أن يضع المحاسب في البيت الأول حبة والبيت الثاني حبتين وفى الثالث أربع حبات وهكذا إلى آخر كلما أنتقل إلى بيت ضاعف ما قبله وأتيته ولقد كان فى نفسي من هذه المسئلة شيئ حتى اجتمع لي بعض حساب إسكندرية فذكر لي طريقا تبين لي صحة ذلك وهو أنه ضاعف الإعداد إلى البيت السادس عشر عشر فاثبت فيه اثنتين وثلاثين ألفا وسبع مائة وثمان وستين حبة ثم عبرت هذه الجملة بقدح وضاعف القدح في البيت السابع عشر فكان في البيت العشرين ويبة ثم انتقل إلا الويبات ومنها إلى الأرادب ولم يزل يضاعفها إلى أن انتهى إلى بيت الأربعين إلى مائة ألف إردب وأربعة وسبعين ألف إردبا أو سبع مائة واثنين وستين أردبا وثثنى