للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان صلاح الدين يروي له ذلك فاعتمد عليه ولم يكن يخرج عن رأيه وهو الذي بنى السور المحيط بالقاهرة ومصر وما بينهما وبنى قلعة الجبل وبنى القناطر التي بالجيزة على طريق الأهرام وهى آثار دالة على علوالهمة وعمر بالمقيس رباطا وعلى باب الفتوح بظاهر القاهرة خان السبيل وله وقف كبير لا يعرف مصرفه وكان حسن المقاصد جميل النية ولما اخذ صلاح الدين عكاش الفرنج سلمها إليه ثم لما عادوا واستولوا عليها حصل أسيرا في أيديهم ويقال أنه أفتك بعشرة آلاف دينار والناس ينسبون إليه أحكاما عجيبة فى ولايته حتى أن ابن الخطيب الملقب بالمهذب القاضي كان ناظر الداواوين بالديار المصرية واسمه اسعد ابن الخطيب ونظم سيرة صلاح الدين بن أيوب ونظم كليله ودمنه وله ديوان شعره توفي سنة ست وست مائة وعمره اثنتان وستون سنة صنف جزء لطيفا سماه الفاشوش في حكم قراقوش وفيه أشياء يبعد وقوع مثلها والظاهر أنها موضوعة فان صلاح الدين كان معتمدا عليه في مملكته وأموره ولولا وثوقه عليه ما فوضها إليه وتوفي في رجب سنة سبع وسبعين وخمس مائة ودفن بالقرافة في تربته المعروفة به بسفح المقطم رحمه الله تعالى قلت رأيت قبره وزرته وهو قريب من قبر عقبة بن عامر الجهني الصحابي رضي الله عنه

• فائدة: أبو بكر محمد بن يحيى بن عبد الله بن العباس بن محمد بن صول المعروف بالصولي الشطرنجي أحد الأدباء واحد وقته في لعب الشطرنج والناس يضربون به المثل في ذلك فيقولون لمن يبالغون في حسن لعبه فلان يلعب الشطرنج مثل الصولي ورأيت خلقا كثيرا يعتقدون أن الصولي المذكور هو الذي وضع الشطرنج وهو غلط فان الذي وضعه صعصعة بن داهل الهندي وكان أردشير ابن بابل أول ملوك الفرس الأخيرة قد وضع النرد ولذلك قيل له النردشير

<<  <  ج: ص:  >  >>