قَضَاء الْعَسْكَر وجمعت لَك بَين الطَّرفَيْنِ لاني تحققت انك تَتَكَلَّم بِالْحَقِّ فَكتب الْمولى الْمَذْكُور فِي جَوَابه وَقَالَ وصل الي كتابك سلمك الله تَعَالَى وأبقاك وأمرتني بِالْقضَاءِ وَأَنِّي ممتثل امرك الا ان لي مَعَ الله عهدا ان لَا يصدر عني لفظ حكمت فاحبه السُّلْطَان سليم خَان محبَّة عَظِيمَة لاعراضه عَن الْعِزّ والجاه وَالْمَال صِيَانة لدينِهِ وارسل اليه خَمْسمِائَة دِينَار فقبلها ثمَّ ان سُلْطَان زَمَاننَا ايده الله تَعَالَى وَنَصره زَاد على وظيفته خمسين درهما فَصَارَت وظيفته مِائَتي دِرْهَم توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَتِسْعمِائَة وَقد ذهب اليه الْمولى الْوَالِد لعيادته فِي مرض مَوته وَكَلمه سرا فَبكى الْمولى الْوَالِد وَمَا علمنَا سَبَب بكائه وَلما اتى منزله سألناه عَن سَبَب الْبكاء فَقَالَ إِنَّه أخبر بِمَوْتِهِ وَقَالَ جَاءَ الي روح مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَقت الاشراق وَقَالَ شرفوا بعدهذا ديار الاخرة وَقد صنف فِي الْفِقْه كتابا جمع فِيهِ مختارات الْمسَائِل وَسَماهُ المختارات وَهُوَ كتاب نَافِع لطيف جدا وَبِالْجُمْلَةِ كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى آيَة كبرى فِي التَّقْوَى وَمن مُفْرَدَات الدُّنْيَا فِي الْفَتْوَى وَكَانَ جبلا من جبال الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة الدِّينِيَّة وَدفن بدفنه الْعلم وَالتَّقوى وَكَانَ كَمَا قيل ... يدع الْجَواب وَلَا يُرَاجع هَيْبَة ... والسائلون نواكسو الاذقان
ادب الْوَقار وَعز سُلْطَان التقى ... وَهُوَ المطاع وَلَيْسَ ذَا سُلْطَان ...
رَضِي الله عَنهُ وارضاه وَجعل الْجنَّة مثواه
وَمِنْهُم الْعَالم الْفَاضِل الْكَامِل الْمولى عبد الرحمن ابْن عَليّ ابْن الْمُؤَيد الاماسي
كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى بَالغا الى الامد الاقصى من الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة ومنتهيا الى الْغَايَة القصوى من الْفُنُون النقلية بارعا فِي الْفُنُون الادبية وشيخا فِي الْعُلُوم الْعَرَبيَّة وماهرا فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَسَائِر مَا دون فِي الْعُلُوم من الْقَدِيم والْحَدِيث وَكَانَ مهيبا عَظِيم الشَّأْن ماهرا فِي البلاغة وَالْبَيَان وَكَانَ ينظم بالتركية والفارسية والعربية وَكَانَ حسن الْخط جدا يكْتب انواع الخطوط وَمن نظمه فِي مدح رِسَالَة بعض الْعلمَاء وَقد وضع عَلَيْهَا خطه وَقَالَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute