بياض الرأس ما لم تأت أمراً ... يكون سواه أتوحل حلال
قال: أراد " حِلٍّ " فخفف هذا التخفيف أكثر ما يكون في القول في المقيدة نحو قوله:
ها إنّ ذا غضب مطر
وقوله " من الرمل ":
ما أقلت قدماي إنهم ... نعم الساعون في الأملا المبر
وقوله " من الرمل ":
أصحوت اليوم أن شاقتك هر ... ومن الحب جنون مستعر
وقلما يجيء في حشو البيت إلا أنه قد جاء، فمنه قوله أنشدناه أبو علي وقرأته أيضا عليه:
بكيّ بعينك واكفَ القَطْرِ ... أين الجواري العالي الذكر
يريد: الجواري، وأنشدنا أبو علي لعمران بن حطان " من البسيط ":
قد كنت عندك حولاً لا تروعني ... فيه روائع من أنس ولا جان
هكذا انشدناه معتقدا فيه التخفيف مع ما تراه من الإطلاق، وقد يجوز فيه عندي وجه آخر وهو أن يكون أبدل النون الثانية لاجتماع المثلين كقولهم:" أمليت الكتاب " في معنى أمللت من قوله سبحانه: " وليُمْلِلِ الذي عليه الحقُ "، وكما حكى أحمد بن يحيى من قولهم:" لا وربيك لا أفعل "، يريد: وربك وعلى هذا تأول أبو علي قوله: