بضربٍ يُطاطي البيضَ من فوق رُؤْوسِهم ... إذا أكرهت فيهم سمعت لها قَصْلا
قال:" قصْلاً " أي قطعاً، هو عندي على حذف المضاف أي صوت قصل، لأن القصل نفسه لا يدركه السمع وكسَّر رأساً على " رؤس " كقوله " من الطويل ":
فيوماً إلى أهلي ويوماً إليكم ... ويوماً أمر الخيل رؤس أجبال
وقد تقدم ذكر ما كسر من " فَعْل " على " فُعْل " نحو: سَقْف وسُقْف وحَشْر وحُشْر وكَثَ وكُثَ ووَرْد ووُرْد، ونظير قوله:" سمعت لها قصلاً " قول جرير " من الوافر ":
سمعت حمامةً طِربت بنجد ... فما هجتَ العشيَة يا حماما
أي: سمعت صوت حمامة، وعليه قول الله تعالى:" هل يسمعونكم إذ تدعون " أي: هل يسمعون دعاءكم، وينبغي أنْ يُنْشَدَ بضرب يُطاطي، بترك الهمزبين الطاءين، ألا تراه قد أبدل الثانية البتَة ضرورة فالأحسن أن يخفف الهمزة الأولى ليتشابه اللفظان، ولو حقق الأولى، وقد أبدل الثاني لكان في اللفظ من التنافر ما تراه، والشعر أحوج الكلام إلى تشابه أحواله وتناصر ألفاظه، ولذلك عندي ما قدّموا الأرداف والتأسيس، أمام مدّات الوصل ليتشاكلن.