للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

وَسمع عَلَيْهِ الحَدِيث وَكَذَا سمع بهَا على الْحَافِظ أبي بكر بن الْمُحب وَالْجمال يُوسُف ابْن أَحْمد بن الْعِزّ، واستدعى فِي هَذِه السّنة لِأَخِيهِ النُّور عبد الرَّحْمَن الْآتِي جمَاعَة من شُيُوخ الشَّام، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ بعد زيارته بَيت الْمُقَدّس فَسمع بهَا الْعِزّ أَبَا الْيمن بن الكويك وَولده الشّرف أَبَا الطَّاهِر والنجم ابْن رزين والتقي بن حَاتِم والمطرز والتنوخي والسويداوي وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ وَابْن الشيخة والبلقيني وَابْن الملقن والشهاب الْجَوْهَرِي وَالشَّمْس الفرسيسي وَالْجمال عبد الله الْحَنْبَلِيّ والتقي الدجوي والشهاب الطريني، فِي آخَرين زعم بَعضهم مِنْهُم جوَيْرِية الهكارية وَالْكثير من ذَلِك بقرَاءَته وسافر مِنْهَا إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فقرأعلى الْبَهَاء الدماميني وَإِلَى الْحَج ثمَّ عَاد فقطنها، ولازم حِينَئِذٍ فِي الْفِقْه الصّلاح مُحَمَّد بن الْأَعْمَى الْحَنْبَلِيّ وَكَذَا لَازم البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن وَكَانَ مِمَّا قَرَأَهُ على ثَانِيهمَا من تصانيفه التَّلْوِيح فِي رجال الْجَامِع الصَّحِيح وَمَا ألحق بِهِ من زَوَائِد مُسلم وَذَلِكَ بعد أَن كتب بِخَطِّهِ مِنْهُ نُسْخَة وَوَصفه مُؤَلفه بِظَاهِرِهِ بالشيخ الإِمَام الْعَالم الأوحد الْقدْوَة جمال الْمُحدثين صدر المدرسين علم المفيدين وكناه بِأبي الْعَبَّاس، وقراءته بِأَنَّهَا قِرَاءَة بحث وَنظر وَتَأمل وتدقيق وتفهم وَتَحْقِيق فَأفَاد وأربى على الحلبة بل زَاد وَصَارَ فِي هَذَا الْفَنّ قدوة يرجع إِلَيْهِ وإماما تحط الرَّوَاحِل لَدَيْهِ مَعَ استحضاره للفروع وَالْأُصُول والمعقول وَالْمَنْقُول وَصدق اللهجة وَالْوُقُوف مَعَ الْحجَّة وَسُرْعَة قِرَاءَة الحَدِيث وتجويده وعذوبة لَفظه وتحريره وَقَالَ فَاسْتحقَّ بذلك أَخذ هَذِه الْعُلُوم عَنهُ وَالرُّجُوع فِيهَا إِلَيْهِ والتقدم على أقرانه والإعتماد عَلَيْهِ، قَالَ وأذنت لَهُ سدده الله وإياي فِي رِوَايَة هَذَا التَّأْلِيف الْمُبَارك وإقرائه وَرِوَايَة شرحي لصحيح البُخَارِيّ وَقد قَرَأَ جملا مِنْهُ عَليّ وَرِوَايَة جَمِيع مؤلفاتي ومروياتي وأرخ ذَلِك بجمادى الْآخِرَة سنة تسعين، والعجيب من عدم ملازمته الزين الْعِرَاقِيّ وَهُوَ الْمشَار إِلَيْهِ إِذْ ذَاك فِي علم الحَدِيث بل لَا أعلم أَنه أَخذ عَنهُ بِالْكُلِّيَّةِ أصلا وَإِن أدرجه بَعضهم فِي شُيُوخه مَعَ اعتنائه بِالْحَدِيثِ وَكَونه غير مستغن عَن ألفيته وَشَرحهَا وَلذَا كَانَ يراسل شَيخنَا حِين إقرائه لَهما بِمَا يشكل عَلَيْهِ من ذَلِك وَرُبمَا اسْتشْكل فيوضح لَهُ الْأَمر مَعَ قَول شَيخنَا أَنه لم يمعن فِي الطّلب أَي فِي الحَدِيث قَالَ وَلَكِن لَهُ عمل كَبِير فِي الْعُلُوم. قلت: وخصوصا فِي شرح مُسلم وَلما)

اسْتَقر بِالْقَاهِرَةِ استدعى بوالده فَقدم عَلَيْهِ فِي سنة تسعين وامتدح الظَّاهِر برقوق بقصيدة وَعمل لَهُ أَيْضا رِسَالَة فِي مدح مدرسته فقرره فِي تدريس الحَدِيث بهَا فِي محرم السّنة بعْدهَا بعد وَفَاة مَوْلَانَا زَاده ثمَّ فِي تدريس الْفِقْه بهَا فِي سنة خمس وَتِسْعين بعد موت الصّلاح بن الْأَعْمَى وَصَارَ

<<  <  ج: ص:  >  >>